HTML مخصص
04 May
04May

لماذا أجد حِمل الصليب ثقيلاً؟

يقول الربّ :

«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي»
(مت ١٦: ٢٤)


لنلاحظ يقول بدايةً :

فليُنكِر نفسه ثُمَّ يحمل صليبه ويتبعه!

لا يقول يحمل صليبه أوَّلاً بل ينكر نفسه أوَّلاً كي يسعه أن يحمل صليبه ويتبع المسيح!

نحن نجد الصليب ثقيلاً لأنَّنا لا ننكر ذواتنا بل نحمل ثِقل وعبء محبَّة الذَّات والإعتناء بها، تأخذ محبَّة الأنا والشفقة عليها ملء قلوبنا فنجد حمل الصليب أيّ محبَّة الآخر عبئاً ثقيلاً لا يُحتَمل!

كيف أُحبّ الآخر بكلّ عيوبه ونواقصه إذا لم أنكر ذاتي وكراماتها؟؟

كيف أحبّ الآخر وأنا أهدر الوقت في إدانته وعدّ عيوبه!؟

كيف أحبّ الآخر وأنا مشغول بإشباع الأنا ورغباتها؟ ؟


لذلك قال أيضاً للرجل الغنيّ :

«يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ»

(مر ١٠: ٢١)

أي أعطي ذاتك، تخلَّى عن ذاتك وأعطها للفقراء، أي للمفتقرين لمعرفة الله، الضعفاء والرازحين تحت الخطيئة وغير التائبين، صلِّي من أجلهم ومن أجل خلاص نفوسهم!

كيف أحمل صليبي وأنا أحبُّ ذاتي حتَّى العبادة؟؟

لقد أصبحت ذاتي وشهواتها شغلي الشاغل، أشبعها بتعزيات واهمة مشبوهة وأهمل تعزيات روح الله!

لنطرح عنَّا ثقل "الأنا" فنحمل الصليب ونجده بخفَّة الريش فنتبع المسيح بفرح!

يا فرحي!


/جيزل فرح طربيه/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.