HTML مخصص
10 Mar
10Mar

كم أسأتُ إليكَ يا ربّ! قد تراكمت آثامي، قد تراكمت أكثر من رمل البحر!

مع ذلك قد تغاضيتَ عن كلِّ خطاياي، محوتها من كتاب حياتي، فأصبح أوراقاً بيضاء ناصعة، ليس فيها ولو بقايا ظلّ لتخطّ فيه بيدك القديرة تاريخاً جديداً مُشرِّفاً !

كم هي عظيمة صنائعك معي!

أنا الَّذي لم أعمل عملاً واحداً صالحاً من ذاتي، ما قد فعلته بمشيئتي أخفقتُ فيه إخفاقاً مُشيناً، أمَّا لمَّا قادني روحك القدُّوس سرتُ في طريقّ مستقيمة، درباً مُقدَّساً مجداً لإسمكَ!


قُلتَ لي : تكفيكَ نعمتي، إنَّ قُوَّتي في ضُعفِكَ تَكمُل!

ولم تَقُل : قُوَّتي تسند قوَّتك، لأنَّ نعمتكَ تفيضُ أنهاراً، ولا حول لي ولا قُوَّة من ذاتي!

أنا بحاجة أن أتوب كي أغضّ النظر عن هفوات أخوتي وألحظ هفواتي الكثيرة، كي أكُفَّ عن إدانتهم وأدين نفسي المتهاونة والمتغاضية عن حُبِّك الفائق الوصف!

لستُ أفضل من يهوَّذا الَّذي تعشَّى معك ثُمَّ خرج ليُسلِمكَ لأعدائكَ!


" تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ."
(إر ٣١: ٣)


"أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي، وَلَمْ تَحْبِسْنِي فِي يَدِ الْعَدُوِّ، بَلْ أَقَمْتَ فِي الرَُّحْبِ رِجْلِي.

(مز ٣١: ٧، ٨)


لأنَّ إلى الأبدِ رحمتك!



/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.