HTML مخصص
19 Mar
19Mar

أثناء فاعليَّات دورة الألعاب الأوليمبيَّة في مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا الأمريكيَّة، والَّتي أُُقيمت في صيف عام ١٩٩٦، عرف العالم بأسره إسم الشابَّة “كيري ستراج Kerri Strug”، الَّتي كانت مفتاح فوز فريق الجمباز النسائي الأمريكي، بالميداليَّة الذهبيَّة، في الدورة.

لم تكن قفزتها الأولى موفَّقة، فبعد دورانها في الهواء لعدَّة مرَّات، أخفقت في حفظ إتِّزانها وهي تهبط على الأرض.

والأسوأ من ذلك أنَّ هبوطها غير المُوَفَّق نتج عنه إلتواء في الكاحل، وتمزُّق شديد في أربطة القدم.

ولكن بقيت لها محاولة أخرى أخيرة، ويجب أن تكون ناجحة، ليفوز فريقها بالميداليَّة الذهبيَّة. ولكن كيف يكون هذا، وهي مُصابة بشدَّة في قدمها؟!


تشكَّكَ الجميع من كونها ستخوض حتَّى المحاولة.

وحتَّى إن حاولت، هل ستستطيع تحقيق الهدف؟

وأشفق عليها الجميع وهي تبكي من الألم؛ ألم الفشل، وألم ضياع الرجاء في فوز فريقها، وألم إصابة القدم.

وحبس العالم أنفاسه وهو يراها تخطو وهي تعرج عائدة إلى خط البداية... وترفض محاولات الجميع لإثنائها عن مُجرَّد المُحاولة... ثُمَّ تمسح دموعها... وتستجمع قواها... وتحاول أن تنسى آلامها للحظات... وتُعلن أمام الحُكَّام أنَّها ستقوم بالمحاولة الأخيرة في القفز والدوران في الهواء، والَّتي سيتوقَّف حصول فريقها على الميداليَّة الذهبيَّة، على نجاحها فيها.


وحبس العالم أنفاسه مرَّة أخرى وهي تجري نحو جهاز الجمباز، لتؤدِّي قفزة ناجحة ممتازة، وتدور في الهواء، ثُمَّ تهبط على الأرض بثبات شديد، وإن كان على حساب المزيد من الإصابة لكاحلها، والمزيد من التمزُّقات لأربطة قدمها.


وكانت النتيجة فوز فريقها بالميداليَّة الذهبيَّة، بل - والأكثر كثيرًا جدًّا - لقد زيَّنَت صُوَرها الصفحة الأولى من كلِّ جرائد العالم تقريباً.

كانت بطلة اللحظة، ليس فقط بسبب قفزتها الَّتي جاءت بالفوز لفريقها بالذهب، بل لأنَّها تمَّمتها وسط المحنة الشديدة والمعاناة الأليمة والظروف المُحبِطة.

ولولا إصابتها أوَّلًا، لكان أداءها قد نُسِيَ بالفعل.

لكن بسبب ظروف الإصابة، ستبقى “كيري ستراج” في الذاكرة طويلاً لشجاعتها ومهارتها، في الوقت العصيب الصعب.
َإنَّ لحظات الفشل والإخفاق، المصحوبة بالألم والحزن، كشفت عن معدنها الحقيقي، وما فيه من سموّ وصلابة وشجاعة وتضحية.


"إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي"

(سفر نحميا ٢: ٢٠)



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.