يُعلِّق أحد الآباء على نص مريم ومرتا في إنجيل لوقا فيقول أنَّ مشكلة مرتا لم تَكُن غيرتها مِن أختها مريم، بل المشكلة هي في الـ "أنا" ! 

بالفعل إنَّ محوريَّة الأنا تُلغي الآخر ومتى تفاقمَت تُلغي الربّ نفسه !

والدليل ما قالته مرتا ليسوع بإزدراء وإدانة بقولها : أما تبالي؟؟

أيضاً كانت تأمره عندما قالت له : "قُلْ لها أن تُعينني !"

مُشكلة مرتا تختصر مُشكلة الإنسان المُعاصِر الَّذي ألغى الله مِن قاموسه وسيطرت عليه الأنانيَّة ففقد الإحساس بالآخر وبالله نفسه !!

نحنُ غالِباً ما نُدين الربّ ونأمره بطاعتنا بدل أن نطيعه و نُقدِّم له كُلَّ سجودٍ وإكرامٍ !!

هيَّأتَ لي مياه الراحة يا جابِلي

أنا الشقيّ المُحتاج لرحمتِكَ ، تنازَلتَ فلبِستَ بشرِيَّتي كَي تفتديها وترفعها لجلالتك!

/جيزل فرح طربيه/