وها نحن المؤمنون صاعدون معهم، منذُ أن وضعنا يدنا على المِحراث، لم نلتفِت يوماً إلى الوراء، بل لبِسنا سلاح الله الكامِل كي ننتصر بنعمته على مكايد إبليس!
أترى نُعاين النور إن لم نعبُر في الظلمات؟ أترى نُعلِن إنتصارنا إن لم نصلُب أهواءنا؟
كيف يتمجَّد إبن الله فينا إن لم نُصلَب معه؟
كيف يُقيمنا إن لم نَمُت من أجل إسمه ؟؟
الجندي يُكافأ بأكاليل من الغار متى جاهد حسب الأصول في الميدان وتُقلَّد على صدره أوسمة التقدير والإستحقاق؟؟
ومن يعاين النور ؟؟
هؤلاء الَّذين طوَّبهم الربّ : المَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، الحزانى، الودعاء، الجياع والعطاش إلى البرّ، الرحماء، أنقياء القلوب، صانعو السلام، المطرودون من أجل البر والمضطهدين من أجل إسمه !
قبلتُ بملء إرادتي ختم ملكوتككي أسلك طوعاً في سبلك، قبلتُ الآلام حُبًّا بكَ يا ملكي كي أبلغ بنعمتك إلى فرح قيامتكَ !