HTML مخصص
يا إلهي الأزليّ الَّذي هُوَ قبلَ كُلِّ الدهور، منذُ أن تلوَّثَ قلبي بالخطيئة وإنفصَلتُ عنكَ، تَقِفُ على باب قلبي تقرعُ ليل نهار !
كالشحّاذ تَمُدُّ يَدَكَ لتشحَذ منّي نظرةَ حُبٍّ، أنتَ الإله القدير القدّوس خالِق المسكونة وما فيها، تستعطي من جبلتِكَ، تنتَظِرُ على رجاء ولا تيأس، لا تَكِلّ ولا تَمَلّ، تُرسِلُ رُسُلَكَ، ملائِكَتَكَ، أبرارَكَ وقدّيسيكَ، لعَلَّ قلبي المُقفَل القاسي يتحنَّن !
يا للعجب!
أيسأل الخالِق مخلوقه إهتماماً ؟
أيَستَعطي الملِك الجبّار مِن رعيَّته ؟؟
أيَشحَذُ الأكثر غِنى مِن الأكثر فُقراً ؟؟
أيتسَوَّل مِن مُتَسَوِّل، مَن أسَّسَ الأرضِ على قاعدتها فلا تتزَعزَع ؟؟
هكذا النشيد يُخبِرُنا :
"الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ."
(في ٢: ٦-٨)
إلهكَ الحبيب يستعطي على بابِ قلبكَ منذُ ألفَيّ عام، كشاةٍ سيقَ إِلى الذبحِ ولَم يفتَح فاه ، صُلِبَ مِن أجلِكَ، إرتضى أن يدفع ثمن سقوطِكَ وتمرُّدِكَ، بِكُلِّ طيبَةِ خاطِرٍ، بفيضٍ مِنَ الحُبِّ الباذِل، دخل قبركَ وموتكَ وخرج منه مُنتَصِراً لِيُحييكَ بموته !
إفتح له قلبَكَ، شَرِّع لهُ أبوابَكَ ولا تَخَف !
المسيح قام حقًّا قام !
/جيزل فرح طربيه/