حيثُ لا تسمعين لا مدحاً ولا ذمًّا ، لا كلمة تحقير ولا كلمة تبجيل، لا ترحيباً ولا تعنيفاً.
أُدخُلي إلى مشغوليَّتكِ الوحيدة ، أن تتأمَّلي في وجه الحبيب !
لا تشغِلُكِ يا مرتا الأخبار العالميَّة ولا أخبار حروب وثورات ولا توقُّع زلازِل وكوارث هُنا وهُناكَ ، لا تشغِلُكِ أخبارُ الفنّانينَ والفنّاناتِ وإنجازاتِ المُبدِعينَ والعُلماء ولا أوسكارات السينمائيّين ولا جوائز نوبل تُمنَح للعبقريّين والعبقريّات !
لا تقلقي بشأن اليوم ولا بمفاجآت الغد ، لا تقلقي بمعيشتَكِ وكيف تكون صحَّتَكِ وهل تزدهر تجارتَكِ وما هو مصيرُكِ !
أدخُلي يا مرتا إلى صحرائكِ الداخليَّة ، أدخُلي في الصمت المغبوط وأجلسي جنب مريم عند قدمَيّ يسوع ولا تعِدّي موائداً للسيِّد الَّذي هُوَ خُبزُ الحياة ، هو يُشبِعُكِ يا مرتا ويملأُ حياتَكِ بالبركات !
إهدَئي ولا تضطرِبي يا نفسي ، إتكئي كالطِّفل على صدره ، أدخُلي إلى عُمقِ حُبِّهِ ، إرتاحي في نبضِ قَلبِه ، أغرُفي سلاماً وفرحاً.