لطالما أحببتُ البساطة وإخترتُ بملءِ إرادتي نذور الفقر والطاعة للربّ، ولطالما تساءلتُ : لماذا كُلّ هذه الأواني الذهبيَّة في الكنيسة، وكُلّ هذه الثياب الكهنوتيَّة المُخمليَّة وكُلّ هذه المباني الضخمة والكاتدرائيّات؟؟ ...
فجاءني الجواب من كاهنٍ مسؤول عن تنشئة الإكليريكيّين.
قال : أنا ألزم تلاميذي أن يكونوا في كامل أناقتهم نهار الأحد في يوم الربّ، أن يرتدوا بدلاتهم ويضعوا ربطات العنق كأنَّهم مدعوون إلى عُرس، ألا يليق بربِّ المجدِ أن نكون في كامل أناقتنا ؟؟
ألا نلبُس أفضل ما عندنا ونتزيَّن إذا كُنّا سنلتقي بمسؤول كبير أو شخصيَّة مُهِمَّة ؟؟
فهِمتُ عندها لماذا نهتمُّ هكذا ببيت الربّ ونُقدِّمُ له أفضل ما عندنا من الأواني الذهبيَّة والبلاط الغالي الثمن وما شابه...
لا شكّ أنَّ الربَّ هُوَ القدّوس وحده الَّذي يُقَدِّسُ كُلَّ الأشياءِ بحضوره الإلهيّ، وهو أعظمُ مِن الفِضَّة والذَّهب، لذلك يليقُ به كُلّ إكرامٍ وسجودٍ.
نحن نجتهِدُ أن نتقدَّمَ منه بأفضل شكل ولا نهمل قبل كُلِّ شيءٍ، أن نُنقّي قلوبنا ونُطهِّرُ نوايانا لنكونَ على أتمِّ إستعدادٍ للقاءِ عريسنا السماويّ الحبيب !!