... من اللحظة الَّتي وُلِدتَ فيها في جرن المعموديَّة وختمك الروح القدس وغسلتَ خطيئتكَ بدم الحمل، أصبح إسمكَ مسيحيًّا وأصبحَت دعوتكَ الشهادة!
وشهادتك ليست بالضرورة أن تهرق دماءك بل أن تشهد للربّ في أبسط تفاصيل حياتكَ :
متى عملتَ إشارة الصليب في مكان عملكَ، متى كُنتَ لطيفاً وديعاً مع زملائكَ، متى تجرَّأتَ ولم تستحِ بحمل صليب حول رقبتكَ، متى حملتَ مسبحتكَ وصلَّيتَ في طريق عودتكَ إِلى البيت، متى سامحتَ وغفرتَ لِمَن ٱساءَ إليكَ، متى زرتَ كنيسة وأضأتَ شمعة فيها، متى إعتذرتَ عن لقاء أصدقائكَ لتشترك في القدّاس، متى إفتقدتَ جاركَ المريض وساعدتَ أعمى في إجتياز الطريق، متى دعوتَ فقيراً إلى العشاء وأنتَ لا تنتظر منه أن يدعوك، متى عزَّيتَ حزيناً وأطعمتَ جائعاً...
متى نطقتَ بالحقّ ولم تستحِ بإنجيل المسيح!
شهادتكَ قد لا تُكلِّفكَ بالضرورة دماً بل قلباً يخفقُ ويحِنُّ ويرحم لِيَسَع محبَّة العالم كلّه على شبه خالقكَ وفاديكَ !