هؤلاء الَّذين صاموا و نَووا في قلوبهم أن يقتلوا بولس، يُشبهون تماماً الملائكة الساقطة الَّتي لا تأكل ولا تشرب هي أيضاً، لكنَّها مليئة بالشرور !
فلنُحذِّر نحنُ أيضاً أيُّها الأخوة أن يكون صومنا كصوم هؤلاء وقلوبنا مُمتلئة حسداً وضغينة، طمعاً و خُبثاً، أفكار سوء وإدانة، ضامرين العنف والإنتقام والقتل!
ليس بالضرورة القتل الجسديّ لكن القتل بالكلام البطال والقيل والقال!
أمّا الصوم المقبول عند الربّ، كما يصفه النبيّ إشعياء، ليس مُجرَّد إمتناع عن الطعام والشراب، بَل هو تغيير في القلب والسلوك.
وهو يتضمَّن إطلاق سراح المظلومين، كسر قيود الشرّ، إطعام الجائعين، إيواء المُشرَّدين، سِتر العريانين، والإهتمام بالضُعفاء والمُهمَّشين !
قال القدّيس إسحق السريانيّ :
“الَّذي يصوم عن الغذاء ، ولا يصوم قلبه عن الحنق والحقد ، ولسانه ينطقُ بالأباطيل فصومه باطل ، لأنَّ صوم اللسان أفضل من صوم الفَم ، وصوم القلب أفضل مِن الإثنين !"