سأل التلميذ أباه الروحيّ عمّا يُميِّزُ العلمانيّين عن الرهبان والمُكرَّسين، قال :
على العلمانيّين أن يتحَلّوا بالصبر، فالراهب المُتوَحِّد في منسكه يتعرَّض لتجارِب كثيرة إلّا أنَّه لا يعوزه الصبر على تحمُّل ضعفات أخيه ومساوِئه بل يجتهِد أن يعمل بمشيئة الله لا بمشيئته الخاصَّة !
أمّا العلمانيّ فعليه أن يتسلَّح بفضيلة الصبر لأنَّه في تواصُل دائم مع أبناء هذا الدهر، عليه أن لا يُدينَهُم وأن يُسامحَهُم سَبعَ مرّاتٍ سبعين مرَّةٍ ، أن يَصبِر على خياناتهم وإستهزائهم وتهاونهم، أن يصبُر على أتعاب الظروف والصِّعاب والضيقات، وهو بالطبع وحده يعجز إذا ما تسلَّحَ بنعمة المسيح إذ لا يستحيل شيء عند الله !
أُصبُر في الزرع حتَّى يأتي الحصاد من أجلِ خلاصِ نفوس مُختاريكَ، ثَبِّتني على مرساةِ حُبِّكَ على رجاء أن أنال سريعاً أكاليل مجدِكَ !