توِّبي يا نفسي لأنَّ الوقتَ قريب، الوقُت في اللازمن عند خالق الزمان والمكان يمرُّ على غفلةٍ، كنسمةِ هواءٍ، كصوتِ الرعدٍ، كالبرقِ، كلمحِ البصرِ !
اليومَ أنت طفلٌ رضيعٌ، بعد هُنَيهَةٍ أنتَ كهلٌ ضعيفٌ، قبل قليلٍ أنتَ شابٌّ نشيطٌ بعد قليل أنتَ شيخٌ عليلٌ !
تقول كم مرَّ الزمانُ بِسُرعةٍ !
البارحة، كنتُ ألعبُ مع أصحابي في "البورة" قربَ البيت نجمع الأغصان اليابسة لنصنع "قبولة" نحرقها مساء إحتفالاً بعيد مار الياس !
البارحة، كنتُ ألبسُ الثوب الأبيض وأرقص في حفل عرسي وأشرب نخب فرحي مع أهلي وأقربائي !
البارحة، كنتُ أحملكُ على ذراعي يا إبني الحبيب، وأضيءُ لكَ الشمعة الأولى في عيد ميلادِكَ !
عُمري مرَّ على غفلةٍ منّي، قضيَّته في العمل والكدّ و اللهو... وتأجيل توبتي !
اليوم الوقتَ قريب، أكادُ أعبرُ إِلى المقلبِ الآخر، أكادُ أُغمِضُ عينَيَّ لأفتحهما على نور وجهِكَ، اليومَ الوقتُ قريبٌ، فإرحمني يا ربّ وأغفُر لي ما خطئتُ به إليكَ !