HTML مخصص
18 Aug
18Aug

يُعتبر موضوع الأيقونات والتماثيل من أكثر النقاط الخلافيّة.


حتَّى نشرح للإنجيليّين أنَّ مُمارسة الكاثوليك للأيقونات والتماثيل ليست خطأ، يجب أن ننطلق من أُسُس كتابيَّة ولاهوتيَّة وتاريخيَّة.


إليكم بعض النقاط الَّتي تُساعِد في التوضيح :



١ . التمييز بين العبادة و الإكرام :


الكاثوليك يؤمنون أنّ العبادة (latria) لا تُقدَّم إلا لله وحده.


الأيقونات والتماثيل تُكرَّم (dulia)، أي أنها تُستخدم كوسيلة تساعدنا على تذكّر الله والقديسين، وليست موضوع عبادة.


هذا مُشابِه لإستعمال الصُوَر العائليَّة : عندما تُقبِّل صورة أمَّك، أنتَ لا تعبُد الورق، بل تُكرِّم الشخص الَّذي تحبُّه.




٢ . الدليل الكتابي :


وصيَّة الله في (خروج ٢٠: ٤-٥) تنهى عن صنع صور "لِغَرَض العبادة".

لكن الكتاب نفسه يذكر أنَّ الله أمر موسى أن يصنع :

الكروبيم على غطاء تابوت العهد (خروج ٢٥:١٨–٢٢).


الحيّات النحاسيَّة في البريَّة الَّتي رفعها موسى (عدد ٢١:٨–٩)، وكانت وسيلة شفاء، رمزاً ليسوع (يوحنا ٣:١٤).



 إذن، المشكلة ليست في وجود صورة أو تمثال بحدِّ ذاته، بل في إستعماله للعبادة الوثنيَّة.




٣ . التجسُّد الإلهيّ أساس قبول الأيقونات


قبل المسيح، كان الله "غير منظور".

لكن في تجسُّد يسوع صار "الكلمة جسداً" (يو ١:١٤).


يقول القدّيس بولس : "هو صورة الله غير المنظور" (كو ١:١٥).


إذاً، بما أنَّ الله أظهر نفسه في وجه المسيح، يُمكِن تصويره، لأنَّنا لا نعبد الخشب أو الحجر، بل المسيح الَّذي تجسَّدَ فِعلاً.




٤ . البُعد التربويّ والروحيّ :


في القرون الأولى حيثُ لم يَكُن الناس يعرفون القراءة، كانت الأيقونات إنجيلاً مرسوماً يُساعد على التعليم.


حتَّى اليوم، الأيقونة تُدخِل المؤمن في سرّ التأمُّل بالصلاة، وتُذَكِّرُه بحياة القدّيسين وعمل الله.




٥ . شهادة تاريخ الكنيسة :


الآباء القدّيسون (مثل يوحنا الدمشقي) دافعوا عن الأيقونات مُعتَبرين أنَّ رفضها إنكار للتجسُّد.


المجمع المسكوني السابع (٧٨٧ م) ثبَّتَ شرعيَّة الأيقونات وأوضح الفرق بين العبادة لله والإكرام للأيقونات.




✅ الخلاصة :


يُمكِن أن نشرح للإنجيليّين أنَّ الكاثوليك لا يعبدون التماثيل أو الأيقونات، بل يستخدمونها كوسيلة لتقريب القلوب من الله، وهذا مُتجذِّر في الكتاب المُقدَّس، في سرّ التجسُّد، وفي تقليد الكنيسة عبر القرون.




فريق عمل خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.