HTML مخصص
02 May
02May

في أحد الأيّام، كان أسد قوي البنية يتجوَّل في الغابة، يملأ الأرض زئيره، ويثير الرهبة في قلوب الحيوانات.

كان ملك الغابة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.

لكن هذا الأسد، رغم قوَّته، كان قلبه ممتلئاً بالسلام، لا يُهاجم إلّا للدفاع أو الحاجة، ويقضي وقتاً طويلاً في التأمُّل في جمال الطبيعة الَّتي خلقها الله.


وفي الجهة الأخرى من الغابة، قرَّر صيّادٌ طمّاع أن يصطاد الأسد ليبيعه ويجني ثروة.

نصَب فخَّا مُحكماً مغطّى بالأوراق الجافة.

إقترب الأسد منه دون أن يدرك الخطر، فسقط في الفخ.

أراد الزئير، لكنَّه تذكَّر أنَّ القوَّة ليست فقط في الصوت أو العضلات، بل في الحكمة والإيمان.

جلس الأسد في هدوء، رفع نظره نحو السماء وقال في قلبه :

"يا من خلقتني وملأتَ قلبي بمعرفتكَ، أنقذني بحسب حكمتك.

إن نجوتُ، فلن يكون إنتقامي بالقوَّة، بل سأُعلِّم من نصَبَ لي الفخّ معنى مخافتك."

وإذا بالصيّاد يقترب، ليرى فريسته.

لكن ما إن نظر في عينَيّ الأسد، حتَّى شعر برعشة تسري في جسده.

لم يرَ وحشاً، بل رأى رجُلاً شُجاعاً مُحِبًّا لله مُحاصِراً في صمت.

تأثَّر قلبه، وسقطت بندقيَّته من يده، ثُمَّ حرَّر الأسد وقال له :

"سامحني... لقد أعمى الطمع بصيرتي.. لكن في عينيكَ رأيتُ نوراً هزَّني من الداخل."

فمشى الأسد في طريقه، وترك الصيّاد خلفه نادِماً، لكن مولوداً جديداً، بقلب يخاف الله ويطلب حكمته.






العِبـــــــــرة :


> القوَّة الحقيقيَّة لا تُقاس بعضلاتٍ أو زئير، بل بحكمةٍ مصدرها مخافة الله، وبإيمانٍ لا ينكسِر أمام فخاخ الطمع. 

حين نثق بالله، يجعل حتَّى أعداءنا يرون فينا نوره، ويُبدِّل القلوب القاسية إلى تائبة.



#خبريّة وعبرة

خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.