حسبتُ أنَّ عطاياك سلعة "تُشتَرى في الأسواق، وأنَّ حُبَّكَ مقولة ردَّدَها قديماً بعض الصيّادين الجُهلاء !
بحثتُ عند الباطنيّين عن علومك السريَّة، وعند العصريّين الجُدُد عن قدراتكَ الخفيَّة، تأمَّلتُ مع الكاباليّين في مسارات شجرتهم الدهريَّة، لأتسلَّل كاللصوص إِلى أخدارك السماويَّة !
حاولتُ أن أؤمن بما ألمس وأرى
لا أن أرى وأُعاين مجدكَ يا إلهي بعيني الإيمان بكَ !
حتَّى أنَّني تسلَّقتُ مثل زكّا جمَّيزَة الفلاسفة لأكتشف حكمتكَ، راقبتُ مسارات الكواكب والنجوم وخطوط وملامح الوجوه لأتنبَّأ بمخبآت أزمنتكَ، أتقنتُ حسابات الأرقام ودرستُ أسرار الألوان والأشكال الخفيَّة، جذبَتني القدرات اللامحدودة وليس مبدعها، عبدتُ الكائنات المخلوقة بدل خالقها، صرتُ ساحراً دجّالاً لا أقتني إلّا المال ، صرت فقيراً شحّاذاً عرياناً في أرضٍ غريبة !
قد تشتري الدنيا وما فيها بفضَّتكَ، لكن نعمة الله لا تقدر أن تشتريها، هي عطيَّة من الله وهبة مجّانيَّة تقتنيها فقط بدموع التوبة القلبيَّة وطاعتك للوصيَّة !