HTML مخصص
- المدونة الروحيّة لعام ٢٠٢٥
- «فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (مت ٦: ٣٤)
قال لي المؤمن المُلتَزِم :
مرَرتُ بوقتٍ عصيبٍ جدًّا حملتُ فيه هموماً لا تُعَدّ، هموم الماضي والحاضر والمُستَقبل !
شنَّ عليَّ عدوّ الخير حرباً عشواء فأثقلني بوبيل من الأفكار السوداء، مرض الأقارب والأصحاب، أتعاب البنين والبنات،
موت الأحباب، ضيقات ومشقّات وصِعاب، قلَّة الأرزاق وإضمحلال القوى وتراجع القُدرات، فإنعكسَت كلُّها على صحَّتي الجسديَّة والنفسيَّة والروحيَّة...
لامستُ اليأس، ذقتُ ظلمات ليل الإيمان، أحسَستُ بغُربة رهيبة، كأنَّ الربَّ هجرني وتركني وحيداً.
الصليب الَّذي عانقته دائماً بِحُبّ أصبح حِملاً لا يُطاق !
لكن الربَّ أشفقَ عليَّ ، لمسني بتحنُّنه وأيقظني من غفوتي ، أضاء لي الطريق، هزَّني، أسمَعَني كلمات توبيخ :
ألَم تَعُد تثقُ بوعودي ؟؟
لماذا تُفَكِّر بالغد ؟؟
رُبَّما هو يأتي وأنت لا تكون !
ألم أقُل :
"بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!" (لو ١٢: ٧)
عظيمٌ هوَ ربُّ القوّات ورحمته من جيلٍ إلى جيلٍ !
"تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.»" (إر ٣١: ٣)
حقًّا ! يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/