تسعى الإيديولوجيّات المُعاصِرَة إِلى إقتلاع الإِنسان من جذوره، الوطنيَّة الإجتماعيَّة والإيمانيَّة، كي يُصبِح إنساناً سائلاً، على حدّ تعبير عالِم الإجتماع "زيغمنت باومن" مؤلِّف سلسلة السيولة، أي إنساناً بدون إنتماء ولا هويَّة ولا مرجعيَّة!
لأنَّه متى إنقطع الإنسان عن جذوره و"تعولم" بحضارة واحدة وميول وأفكار النخبة، لا علاقة لها بأصوله، ضائعاً بلا مرجعيَّة وبدون "مسطرة" ، يقيس بها ويُميِّز على أساسها الصحّ من الخطأ، يُصبِح سهلاً التحكم به والسيطرة عليه!!
لذلك من الأهميَّة القصوى أن نرجع إلى أصولنا خصوصاً نحن المسيحيّين الشرقيّين، إلى عاداتنا وتقاليد جدودنا، إلى تعاليم الآباء القدّيسين، ووديعة الإيمان الرسوليّ كَي لا نضيع، كي يبقى لحياتنا هدف ومعنى، كي نكون قدّيسين!!