HTML مخصص
27 Jan
27Jan

مع مرور الزمن وتقدُّمِنا في العمر نُصبِح أكثر شبهاً بوالدَينا...

يضعف نظرنا وسمعنا، يملأ الشيب رأسنا، تُصبِح خطواتنا أثقل وحركتنا أبطأ... 

يضيق خلقنا و لا نعود نتحمَّل الأصوات العالية والموسيقى الصاخبة، نُفضِّل الأمور البسيطة والجلسات الهادئة مع أشخاص عرفناهم قديماً، نتذكَّر معهم سنوات الطفولة والمُراهقة وأيّام الكدّ والتعب وتربية الأولاد ونهزأ من أنفسنا. 

أمور كثيرة كانت مُهمَّة في نظرنا أصبحت اليوم تافهة وبدون أهميَّة! 

صرتُ أشبهكِ أكثر يا أُمّي... سقط قسمٌ كبيرٌ من شعري وملأت التجاعيد ملامح وجهي، صرتُ أكثر رقَّة وحناناً، لا تُفارِق الدمعة عيني، دخلتُ العمر الثالث وبدأَتْ قواي تضعف وقدراتي تتبدَّد... 

يوماً بعد يوم أتيقَّن أنَّني أعود إلى الوراء وقد يأتي يوم أستطيع فيه الحركة أو رُبَّما حتَّى أمشي قد أستند إلى عكّازَين! 

بالحقيقة ظاهرِيًّا أنا في إنحلاللكن إنساني الداخليّ يتجدَّد يوماً بعد يوم، لأنَّك لا تهملني ولا تتركني يا ربّ. 

لكلّ يوم موته ولكلّ يوم قيامته بالرغم من تقدُّمي في السنّ وبحثي الدائم في المعارف المُختلفة، لكنَّني أعترف أنَّني لا أعرف شيئاً ! 

لكن عندي يقين واحد، أنَّني أسير نحو القيامة ولو كَثُرَت همومي في داخلي ولو إشتدَّت الضيقات من حولي، عندي يقين الإيمان وملء الرجاء أنَّني أسير في دربِكَ، في الحقّ بحسب مشيئتِكَ، ولو كثُرَت سقطاتي فإنّي أقوم بنعمتِكَ !  
يا أيُّها النور الَّذي لا يغيب، يا عشق نفسي الوحيد، كم أتوق لِأعبُرَ إليكَ، لِأعاين في نهاية دربي وجهكَ البهيّ... 

يا حياة نفسي! 
ويا فرحي! 



/جيزل فرح طربيه/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.