HTML مخصص
متى آمنتَ بالمسيح وتبعته، فأنتَ بلا أدنى شكّ سائر في النور ولا تُدركُكَ الظلمة! أمّا إذا كنتَ تعرج بين طريقين، إذا كان قلبكَ مُنقسِماً بين محبَّة الربّ ومحبَّة العالم، فأنتَ لستَ بعدُ في النور، بل فتحتَ الباب واسِعاً "للثعالب الصغيرة المُخَرِّبة الكروم" والحاملة للظلمات! لذلك أوصى الربُّ قديماً : "يا بني أعطني قلبك" (أم ٢٣، ٢٦) "يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ." (أم ٤: ٢٠، ٢١) وردَّد كاتب المزمور : "طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ. أَحْمَدُكَ بِاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ عِنْدَ تَعَلُّمِي أَحْكَامَ عَدْلِكَ. بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ. خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ." (مز ١١٩: ٢، ٧، ١٠، ١١) وأوصى الربُّ تلاميذه : «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.» (مت ٦: ٢٤) وهنا المقصود بالمال ليس فقط العُملَة والمُمتلكات الماديَّة، بل كُلّ ما يلهي قلب الإنسان عن محبَّة الله وحفظ وصاياه! فإلهنا إله غيّور، مُحِبّ لا يقبل أنصاف القلوب، لذلك نُسلِّمه ذواتنا من الآن وإلى دهر الدهور! /جيزل فرح طربيه/