يا من سكنتَ القبر بالجسد، ونزلتَ إلى الجحيم بالروح، في هذا المساء الهادئ، أجثو أمامك صامتاً، كما صمَتَت الخليقة كُلَّها بالأمس، أمام سرِّك العميق، سرّ الحُبّ الَّذي لا يعرف حدوداً.
أيُّها المسيح، يا من كُسِرَت أبواب الجحيم تحت خُطاكَ، أنتَ وحدكَ تدخل إلى الظلمة لتخرج منها نوراً، أنتَ وحدك تنزل إلى الموت لتحوِّله إلى حياة.
في هذا المساء، يا ربّ، أُسلِّمُكَ ضُعفي، وكُلّ ما فِيَّ من خوف، وأطلب منك أن تدخل إلى قبور قلبي، كما دخلتَ القبر، وتُحوِّلها إلى أماكن رجاء وقيامة.
علِّمني أن أثقُ بأنَّ عملك لا يتوقَّف، حتَّى في صمت السبت، حتَّى في إنتظار الفجر.
فكما إنتظرَتك مريم ويوحنّا والرُسُل بقلوب مُثقلة، هكذا أرجوك أن تجعلني أنتظر قيامتك في كلِّ يومٍ من حياتي.
لك المجد أيُّها الربُّ القائم من بين الأموات، المُنتصِر على الموت، والواهب الحياة،آمــــــــــــين.