لقد تقدَّمتَ في العمر وصارَ لدَيكَ كَمٌّ كبيرٌ مِنَ الذكريات...
لكن وحدها ذكريات المحبَّة تبقى آنية حيَّة وأزليَّة لأنَّها مدموغة بطابِع الله المحبَّة !
تبقى آنية لأنَّكَ تحياها بأدَقّ تفاصيلها كما هِيَ وبقوَّة، تبقى في كلِّ جدتها صورة واضحة في قلب قلبكََ، تعيشها بكُلِّ حواسِكَ
تشتمُّ عطر الزهور، ترى زرقة السماء ، تتذوَّق طعم الخُبز ، تسمع إرتياح الأمواج على شاطئ رملي، ووقع خطواتكَ وقوَّة ذراعِكَ عندما تسندُ بها مريضاً وجع في القلب سهم يخترِق، متى تُعَزّي مُتألِّماً حزيناً وإبتسامة رضى لمّا تُمسِكُ يد المُتعَثِّر في الطريق ...
كأنَّكَ في هيكل إلهكَ تتذوَّق فرح الأبديَّة لذلك ذكرياتِكَ لا تموت متى كانت مطبوعة بطابع الحُبّ يُدوِّنها الملائكة في سفرٍ مفتوح !
عندما تضيقُ بِكَ الدُنيا تذوقُ ذكرياتِكَ الحيَّة لكن لا تتوقَّف عندها ، بل إجعلها بابا ملوكيًّا تَلِجَ منه إلى خدرِ إلهِكَ الحبيب كي تتعلَّم أن تُحِبّ كما يليق بِكَ كإبنٍ لله ، فتُصبِحَ مِلحاً ونوراً للعالم !