HTML مخصص
أتحسبُ أنَّكَ إنسانٌ مُستنيرٌ ؟!
مُستنير بالعلوم والمعارِف، بحكمة العالم وثقافاته، تتكلَّم لغَّات عديدة وتناقش في الماورائيّات؟؟
أتحسب أنَّ كُل هذه أنواراً ؟؟
ربّما! فهناك أنوار العقل وأنوار الفنون وأنوار الإلهامات !
إلّا أنَّها جميعها أنواراً مخلوقة، مِمّا هو من الطبيعة وليس مِمّا هو فائق للطبيعة !
أمّا نور الإيمان فهو نور غير مخلوق يتخطّى الطبيعة أي أنَّه فائق للطبيعة، لأنَّه نعمة مجّانيَّة موهوبة لكَ من علو أي من عمل النعمة!
وهو نور بسيط غير مُركَّب أصفى من النور الأبيض الَّذي يحوي الألوان كلّها، وهو نور مُحيي مِلؤه سلام علويّ ومحبَّة، فيه فيض من البركات الروحيَّة !
ليس فيه ظلمة بتاتاً و"الظلمة لم تدركه"!
إنَّه عطيَّة "الكلمة" الأزلي القائم والمُمجَّد، روحه القدّوس المُعزّي روح الحقّ !
لذلك تيقَّظي يا نفسي ومَيِّزي ما هو النور الَّذي فيكِ وأيًّا كان هذا النور، فلا تتباهي بَل إتَّضِعي لأنَّ الربَّ إختاركِ آنية خزفيَّة هشَّة تحوي فيضاً من الإنعامات الَّتي لا تستحقّينها !
/جيزل فرح طربيه/