HTML مخصص
المسيحيّون غُرباء في ديارهم، متغربون على مثال الربّ يسوع المسيح الَّذي كان كالغريب في أرضه!
المسيحيّون هُم عابرو سبيل في هذا العالم، مُشتَّتين هنا وهناك كالحنطة بين الأشواك والزؤان، لكن كالخميرة القليلة الَّتي تُخمِّر العجين كلّه!
هُم مضطَهَدون كمُعلِّمهم، مَصلوبون لا صالِبون، ومحكوم عليهم بالموت، سائرون على درب جلجلتهم لكن نحو القيامة !
كما أنشَدَ يوسف الرامي عندما دخل على بيلاطس ليطلب جسد الربّ ليدفنه :
أعطني هذا الغريب، الَّذي منذ طفوليَّته تغرَّبَ كغريب.
أعطني هذا الغريب، الَّذي أبناءُ جنسِه حكموا عليه بالموت بُغضًا كغريب.
أعطني هذا الغريب، الَّذي أنذهلُ حينَ أُشاهدُه ضيفاً على الموت.
أعطني هذا الغريب، الَّذي عرف أن يُضيفَ الفقراء والغرباء.
أعطني هذا الغريب، الَّذي غرّبه اليهود من العالم حسداً.
أعطني هذا الغريب، لكي في لحدٍ أُواريَه، إذ بما أنَّه غريبٌ ليسَ له أينَ يَسندُ رأسَه.
أعطني هذا الغريب، الَّذي لمّا رأته أمُّه ميتًا، صرخت :
يا إبني وإلهي، ولئنْ كانت جوانحي تتجرَّح، وكبدي تتمزَّق عندما أراك ميتًا، فإنّي واثقة بقيامتك فأعظّمك.
المسيح قام حقًّا قام!
/جيزل فرح طربيه/