HTML مخصص
30 Apr
30Apr

كان هناك رجل يُدعى إلياس، عاش حياته بعيداً عن الله، منغمِساً في أعماله، مُسرِفاً في ملذّات الحياة، وكان يقول دائماً : 

"الله غفور رحيم، عندما أكبر أتوب".

ومرَّت السنوات، وهو يؤجِّل التوبة يوماً بعد يوم، حتَّى أصبح في السبعين من عمره، وبدأ يشعر بضعف جسده.

في إحدى الليالي، رأى حلماِ غريباً :

كان في وادٍ مُظلِم، وحده، يسمع صُراخاً من بعيد ونوراً يلمع في السماء.

وفجأة، ظهر له ملاك وقال له :

"يا إلياس، وقتك إقترب، حياتك على الأرض أوشكت أن تنتهي، هل أنتَ مستعدّ لملاقاة الربّ؟"

إرتعد إلياس وقال :

"لكنَّني لم أتُب، لم أُصَلِّ، لم أُحِبّ كما يجب، أعطني وقتاً!"

فأجابه الملاك :

"أُُعطِيَ لك سبعون سنة، وأنتَ أجَّلتَ التوبة في كُلِّ يومٍ لن يُحسَب لكَ ما كُنتَ تنوي فعله، بل ما فعلته فعلاً."


إستفاق إلياس وهو يرتجف، وركع على ركبتيه، وبدأ يصرخ : 

"يا ربّ، إرحمني! لقد أضعتُ حياتي في الفراغ. إقبلني الآن!"

ومن تلك اللحظة تغيَّرَت حياته. 

ذهب إلى الإعتراف، وبدأ يُصلّي كُلَّ يومٍ، يخدم الفقراء، ويُسامح أعداءه، ويعيش السلام الداخلي الَّذي لم يشعر به من قبل.

وبعد سنة فقط، إنتقل إلياس إلى بيت الآب السماوي، ولكن هذه المرَّة كان مُستعِدًّا، تائباً، ومُشتاقاً للقاء الربّ.




العِـــــــبرة :


لا نعلم اليوم ولا الساعة.

الحياة على الأرض قصيرة وزائلة، لكن الحياة الأبديَّة لا تنتهي.

الربّ ينتظرنا كلّ لحظة لنرجع إليه.

فليكُن قلبنا مُستعِدًّا، وتوبتنا حاضرة، لأنَّ اللقاء مع الربّ سيكون الحقيقة الأهمّ في وجودنا.



صلاة التوبة :


"رجوعي إليك يا ربّ"

يا ربّي وإلهي، أعودُ إليكَ بقلبٍ مُنسحِق وتائب.

لقد ضيَّعتُ سنيناً في البُعدِ عنكَ، بحثتُ عن فرحٍ في العالم، ولم أجده إلّا فيكَ.

أُغفُر لي خطاياي، طهِّر قلبي من كُلِّ ما لا يُرضيك، وأغمرني بنور رحمتك اللامتناهية.

أُعلِنُ أمامك اليوم :

أريد أن أعيش لكَ وحدكَ، أن أكون مُستعِدًّا كُلَّ يومٍ للِّقاءِ معكَ، وأن أُحِبَّكَ مِن كُلِّ قلبي ونفسي وفكري.

أَمسِك بيدي، لا تتركني أبداً، وخُذني في طريق القداسة والحقّ.

أنتَ إلهي، وُمخلِّصي، ورجائي الأبديّ. آمــــــــــــين.



#خبريّة وعبرة

 خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.