HTML مخصص
28 Jun
28Jun

"إخلع نعليكَ من رجليكَ وطأطِئ رأسكَ وأُسكُب فيضاً مِن الدموع

 لأنَّكَ واقِفٌ على الدوام في حضرتي !



قد خلعتُ ردائي وقبِلتُ أن ألبس بشريَّتكَ ، قد تنازلتُ يا بني وأخذتُ طوعاً صورة عبدٍ ومُتُّ طوعاً ميتة اللصوص على الصليب ووطِئتُ الموتَ بموتي ...  لأنَّني أحببتكَ !



إخلَع عنكَ ضماناتكَ وألقابكَ الشخصيَّة وأصنامك الوهميَّة، لا يمكنكَ أن تبقى هكذا على حالكَ القديم وصورتكَ الساقطة المُشوَّشة مُنتعِلاً كبرياءكَ العتيق

وأناك المُنتفخة وأقنعتكَ الدهريَّة المُلوَّنة !



لا يمكنكَ أن تتملَّقني ، ولا أن تُحابي الوجوه ، ولا أن تلعب أدوارك المُعتادة، لستَ أنتَ بعد في عليائكَ الآمر الناهي ، يكفي ما قد كابدته من آلام يا بني، يكفي ما قد تمرَّغته في الوحول

وما أفسدته يداك في أترابك والخليقة ، يكفي إستعباداً وإذلالاً، تحرَّر مِن قيودكَ واحمِل صليبكَ وإتبعني !


 

إخلَع نعليكَ مِن رجليكَ ... ها إنَّ كُلَّ شيءٍ أصبح مُقدَّساً ، الأرض قد تقدَّسَت لمّا وطأتها قدماي الماء والهواء وخلائق الأنهار والبحار ، ما في السماء وما على الأرض وفي قعر المُحيطات جبلتها من جديد، أعدتَ خلقها، ها قد جعلتُ كُلَّ شيءٍ جديداً مِن أجلِكَ ، فإخلَع نعليكَ مِن رجلَيكَ وأدخُل إِلى راحتي ... ها إنَّ قلبي علَّيقة مُلتهبة حُبًّا مِن أجلِكَ أنتَ !



ها أنا ذا يا إلهي !


وجهكَ وحده ألتمس. 


"أضئ بوجهك على عبدك. خلصني برحمتك. "


(مز٣١/ ١٦) 




/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.