"إخلع نعليكَ من رجليكَ وطأطِئ رأسكَ وأُسكُب فيضاً مِن الدموع
لأنَّكَ واقِفٌ على الدوام في حضرتي !
قد خلعتُ ردائي وقبِلتُ أن ألبس بشريَّتكَ ، قد تنازلتُ يا بني وأخذتُ طوعاً صورة عبدٍ ومُتُّ طوعاً ميتة اللصوص على الصليب ووطِئتُ الموتَ بموتي ... لأنَّني أحببتكَ !
إخلَع عنكَ ضماناتكَ وألقابكَ الشخصيَّة وأصنامك الوهميَّة، لا يمكنكَ أن تبقى هكذا على حالكَ القديم وصورتكَ الساقطة المُشوَّشة مُنتعِلاً كبرياءكَ العتيق
وأناك المُنتفخة وأقنعتكَ الدهريَّة المُلوَّنة !
لا يمكنكَ أن تتملَّقني ، ولا أن تُحابي الوجوه ، ولا أن تلعب أدوارك المُعتادة، لستَ أنتَ بعد في عليائكَ الآمر الناهي ، يكفي ما قد كابدته من آلام يا بني، يكفي ما قد تمرَّغته في الوحول
وما أفسدته يداك في أترابك والخليقة ، يكفي إستعباداً وإذلالاً، تحرَّر مِن قيودكَ واحمِل صليبكَ وإتبعني !
إخلَع نعليكَ مِن رجليكَ ... ها إنَّ كُلَّ شيءٍ أصبح مُقدَّساً ، الأرض قد تقدَّسَت لمّا وطأتها قدماي الماء والهواء وخلائق الأنهار والبحار ، ما في السماء وما على الأرض وفي قعر المُحيطات جبلتها من جديد، أعدتَ خلقها، ها قد جعلتُ كُلَّ شيءٍ جديداً مِن أجلِكَ ، فإخلَع نعليكَ مِن رجلَيكَ وأدخُل إِلى راحتي ... ها إنَّ قلبي علَّيقة مُلتهبة حُبًّا مِن أجلِكَ أنتَ !