HTML مخصص
أتَظُنّينَ يا نفسي أنَّكِ تعرِفينَ الله؟؟
لا تضلّي يا نفسي !
إذ مَن يستَطيع أن يقيس عرض السماء ويُقَدِّر مساحة الكون وعدد مجرّاته وأنظِّمَته الشمسيَّة ؟؟
أو مَن يستطيع ٱن يعِدّ رِمال البِحار والكائنات في أعماق المُحيطات، أَو أن يُفرِغ مياهها في قلبِ الصحراء ؟؟
أتَظُنّين أنَّكِ تحدّين اللامحدود وتضعين الأزليّ الأبديّ في الزمان والمكان ؟؟
أو أن تختزلي خالِق الكون في مُعادَلَة حِسابيَّة ؟
أو أن تَتَنبَّئي بتحَرُّكاته وأفكاره المُستَقبَليَّة ؟؟
مَن يَعرِف فِكر الربّ ؟؟؟
أتتَجرَّئين يا نفسي وتفتَرضين إفتراضات وتتوهَّمين إستنتاجات ؟؟
كلّها من نسج خيالكِ ونتاج عقلكِ الصغير ؟؟
لا تَدَعين أنَّكِ تعقَلين جوهر غير المعقول ، أنتِ الَّتي بالكاد تعرفين نفسَكِ وغالِباً ما تتَفاجَئين مِن ردّات فعلَكِ وأقوالَكِ ونواياكِ !!
أنتِ بالكاد تعرِفينَ ما يكشِفه الله لكِ من أجلِ خلاصَكِ !
والأصَحّ أن تقولي أنَّ الله يعرفكِ، ليس فقط لأنَّه خالِقَكِ وجابِلَكِ، بَل لأنَّه أحَبَّكِ أوَّلاً وهو الَّذي يَبحَثُ عَنكِ !!
ألا يقول صاحِب المزمور :
"لِتَحْيَ نَفْسِي وَتُسَبِّحَكَ، وَأَحْكَامُكَ لِتُعِنِّي. ضَلَلْتُ، كَشَاةٍ ضَالَّةٍ. اطْلُبْ عَبْدَكَ، لأَنِّي لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ."
(مز ١١٩: ١٧٥، ١٧٦)؟
يا فرَحي !
/جيزل فرح طربيه/