مَرَّت السنوات الطوال وأنا أعبُر وادي ظِلال المَوت وما زِلتُ في الإنتظار...
أنتَظِرُ تحقيق مواعيدِكَ ، مواعيد خلاصِكَ وإفتِقادِكَ للأُمَم ، أُرَدِّدُ بِصَبرٍ وثباتٍ، تَمتمات وصلوات، مع حسرة وبُكاء، مع خيبة ورثاء، في الايمان والمحبَّة والرجاء.
أُحِبُّكَ يا ربّ يا قُوَّتي وثباتي، يا صَخرَتي و وَتَدي ، بِكَ إعتَصَمتُ وفيكَ تَعَلَّقتُ لأنَّكَ وحدَكَ فادِيَّ ومُخَلِّصي !
قد مَرَّت سنوات الطفولة والمُراهَقَة والشباب ودخَلتُ منذُ زَمَنٌ طويلٌ في سنوات الشيخوخَة.
أتَت باكِراً سنوات الشيخوخة وما زِلتُ في الإنتِظار...
يُغادِرُ الأحباب واحِداً تِلوَ الآخر وألبُسَ ثوبَ الحِداد وأجلُسَ في الرِماد عَلَّني ألمَحَ بصيص نور مِن نورِ وجهِكَ !
أنتَظِرُكَ ولا أمَلُّ ولا أيأَسُ من الإنتِظار.
أنتَظِرُكَ في السنوات القليلة الباقِيَة ، لا أتمنّى إلّا أمراً واحِداً أن تتَحَقَّق مواعيد خَلاصِكَ لِأنَّكَ وحدَكَ يا ربّ رجائي !
عُمري لحظةً تمُرُّ أتوَجَّه بِكُلِّيَّتي صوبَكَ ، صَوبَ مَلَكوتِكَ ، فلا تَقبَل أن يتوه عبدكَ في متاهَةِ هذا العالَم ، أن لا تَجرِفَني تيّاراتِه وتَبتَلِعُني أمواجِه العاتيَة !
قد طَوَيتُ صفحة السَنَة الماضِيَة لأستَقبِلَ مَعَكَ سنة جديدة وما زِلتُ في الإنتظار ، أنتَظِرُ تحقيقِ مواعيدِكَ لِأصرُخَ مع سمعان الشيخ، الآنَ تُطلِقُ عبدَكَ أيُّها السَيِّد لأنَّ عَينَيَّ أبصَرَتا نورَ خلاصِكَ !