أخافُ أن أدخل في الشكليَّة و الروتينيَّة، أخافُ أن تجتاحني الشكوك و يتآكلني الفتور ، أخافُ أن تضيع منّي يا إلهي بين أحاديث النسوة ونشاذ الترانيم وضجيج الأطفال وصخب الجمهور، وشعارات من هُنا وأقاويل من هُناك، ضيقات وصعاب وتجارب تُحيطُ بي، لذلك أتروّى...
أقتربُ منكَ بخشوع وخفر وحياء، في الخفاء، وأحرصُ أن لا تغفَل عن ناظري لحظة واحدة.
ألتمِسُكَ في الصمتِ لأضمن سماع صوتكَ العذب.
ألتمِسُكَ بالدموع فأتنقّى وأتوب حتى تبقى نيران عشقك ملتهبة.
ألتمسك في ضعفي حتَّى تسندني بقدرة نعمتكَ...
أخافُ أن تضيع منّي إن أنا تكاسَلتُ، أن أضيِّعُكَ بغبائي وتهاوني، لذلك إمحِ برحمتك يا إلهي ما تكدَّسَ من هفواتي وخياناتي وإنحرافاتي.
سَكِّن بِحُبِّكَ هيجان أمواج أهوائي وطَيِّب بطيب حضرتكَ ما أفسدته شهواتي، كالنسيم العليل رَفرِف فوق مياهي الأثيمة
فوق أرضي القاحلة وأخلِقني مِن جديد من أجلِ جلالةِ مُلكِكَ