اليوم نحن نؤمن ونعلن أن الله الآب السماوي الـقـُدُّوس ، في المسيح القائم من بين الأموات ، قد اتخذ مكاناً لنفسه في حياة كل واحد منا ، وإلى الأبد.
القيامة هي تدفُّقُ حياته في حياتنا.
اليوم نحن نقول إننا نؤمن بكل هذا.
نؤمن أن ملء العلاقة بين الآب والابن ، التي نراها منذ صباح عيد الفصح ، هي أيضا علاقة معنا.
نؤمن أنه لا يوجد مكان في حياتنا ، وفي تاريخنا ، لا يمكن أن لا يكون فيه مكان لله ، ولا يمكن ألا يكون مكانًا للقاء معه.
لا يوجد مكان في حياة كل واحد منا لا يمكن أن يكون الله فيه حاضراً.
- هذا الإدراك لا يجعلنا مستثنَيِين من تجربة الشدائد والألم والظلام. كل هذا يبقى ، لكنه لم يعد عقاباً : في كل حالة من هذه المواقف ، يمكن أن نثق أنَّ الله معنا ، وأنه في هذه الحالات أيضًا ، يمكنه أن يستخرج الحياة.
- لنفكِّرْ لحظة في كل أوضاع الموت التي تحيط بنا : يكفي النظر حولنا ، لنجدَ أسبابًا للقلق وللشعور بأن الموت يغمرنا ، وينتصر علينا ويشدِّدُ شوكته علينا. لنفكر في الأوضاع الرهيبة التي توجد في أنحاء كثيرة من العالم اليوم : هنا في لينان والأرض المقدسة ، وهناك في أوكرانيا ، الحياة التي نحتفل بها هنا اليوم ، تُحتقَر وتُسحَق كل يوم ، بغطرسة وقسوة شديدة ، في أماكن أخرى. لكنّا نختبر أيضًا حالات الموت والألم والوحدة في داخل كل واحد منّا ، وفي علاقاتنا ، وفي عواطفنا ، وفي جماعاتنا ، وفي حياتنا اليومية.
- ومع ذلك ، لا نتوهَّمْ فنخلِطَ بين القيامة والانتعاش ، والعودة إلى الحياة الطبيعية ، ولا حتى مع حل النزاعات مهما كان نوعها. باختصار ، القيامة ليست رمزًا عامًا أو مرجعية عامة للسلام والوئام. إنما هي ، كما قلنا ، تدفق حياة الله في حياتنا ، وينبوع مغفرة ، والجواب على وحدتنا ، وتحقيق حب الله للإنسانية وإرادته لتكون واحدة. فقط اللقاء مع المسيح القائم من بين الأموات يمكن أن يحقق فينا القيامة الحقيقية ، وملءَ الحياة ، التي تسمح لنا بأن نبقى في العالم ممتلئين بحماس وقوة الأشخاص الأحرار الذين افتداهم يسوع المسيح. اطلبوا وتذوَّقوا الأمور التي في العلى !. هذا يعني أننا يجب أن نتجذَّر هنا في هذه الأرض ، منغرسين فيها ومتجسدين ، فنحِبَّ حبّاً شديداً هذا العالم الذي أعطانا إياه االله ، ونحبّ الإنسان الذي يسكنه ، لكن يجب أن نطلب في الوقت نفسه ذوق أمور أخرى ، ذوق القيامة ، ذوق الذين لا ينتمون إلى الموت ، بل إلى حرية لا يمكن أن ينتزعها أحد منهم ، الذين ينتمون إلى رب الحياة وأبينا ، الذي لا سلطانَ للموت أمامه.
- لذلك لا نتراجَعْ ، ولا ننغلِقْ على أنفسنا في مخاوفنا. ولا نسمَحْ للموت والخاضعين له بأن يخيفونا. وإلا صارت حياتنا إنكارًا لإيماننا بالقيامة !. آمــــــــــــين.