اجتمعنا في هذا الأحد المقدس حول قبر المسيح يسوع الفارغ.
واليوم نحن هنا أيضًا للاحتفال بانتصاره على الموت ، ولنعلن مرة أخرى للعالم كله أن الموت ، وكلّ أعوانه ، لم يعد له سلطان. - لكن نريد أن نسأل أنفسنا الآن ما الذي فهمناه وماذا تركت فينا الشعائر الكثيرة المليئة بالمعاني التي رافقتنا في هذه الأيام؟ كل شيء يكلمنا على العيد ، والاحتفال ، وعلى شيء مختلف وخاص ، مُفرِح.
- -يقول لنا مار بولس الرسول : "إنّ كان المسيح لم يقم ، فبشارتنا باطلة وإيمانكم أيضا باطل".
- ( ١ كورنتس ١٥ / ١٤ ).
واليوم أيضًا يوجِّه إلينا يسوع السؤال الذي طرحه على مرتا : "أنا القيامة والحياة ... هل تؤمنين بهذا ؟ ". (يوحنا ٢٥ / ١١ - ٢٦ ).
- ماذا صنعنا بهذا السر ؟ إلى أي مدى إدراكنا أن المسيح مات ثم قام حيّاً بدَّل حياتنا ، وأثَّر فيها ؟
- إلى أي مدى ، ما نعلنه وما نبشر به ، هو وعيٌ وحياة فينا ؟.
- لربما اعتدنا فكرة القيامة ، لدرجة أننا لم نعد ننتبه كم هو صادم معنى هذا القبر الفارغ. ومع ذلك ، لو فكرنا في الأمر ، لوجدنا أن الاعتقاد بإمكانية وجود قيامة ، هو ، وفقًا للمعايير البشرية ، جنون.
- هذه هي بشارتنا : " إنه ليس ههنا ، فقد قام كما قال. تعاليا فانظرا الموضع الذي كان قد وُضِعَ فيه".
- إنه سر لا يقدر عقلنا أن يفهمه ولا أن يفسِّرَه. يمكن فقط قبوله وحفظه في القلب ، بثقة ومحبة. حينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر وقد وصل قبله إلى القبر ، فرأى وآمن ، نحن هنا نؤكد ، بالرغم من حدودنا وكل ما يهدِّد أمننا ، نعم ، نؤمن.
- نؤمن أن الفصح هو تدخّل الله الأخير والنهائي ، في التاريخ ، من أجل الجميع. هو أقل ما كنَّا نتوقعه ، وأكثر ما يدهشنا. إننا نؤمن أنه بعد أن خلَّصنا من اللاشيء، والعبودية ، والمنفى ، بقي على الله أن يخلصنا من عدو أخير ، وهو الموت أي الخطيئة. نحن نؤمن ونعلن اليوم أن الموت هو كل مكان الله فيه غائب ، حيث الإنسان وحده لا علاقة له مع الله : هذا هو الفشل الحقيقي في الحياة. الحياة ، في الواقع ، تفقد معناها ليس عندما ينقصنا شيء ما ، أو عندما نختبر الألم ، ولكن عندما يغيب الله عنا ، لأننا بدونه نكون وحيدين.
- الموت هو حيث لم يعد الله هو ينبوع الحياة ، وحيث نصبح غير قادرين لأن نترك له مكاناً. آمــــــــــــين.