HTML مخصص
27 Apr
27Apr

المسيح قام حقا قام.

هللويا. 

اجتمعنا في هذا الأحد المقدس حول قبر المسيح يسوع الفارغ. 

واليوم نحن هنا أيضًا للاحتفال بانتصاره على الموت ، ولنعلن مرة أخرى للعالم كله أن الموت ، وكلّ أعوانه ، لم يعد له سلطان. 
 - لكن نريد أن نسأل أنفسنا الآن ما الذي فهمناه وماذا تركت فينا الشعائر الكثيرة المليئة بالمعاني التي رافقتنا في هذه الأيام؟ كل شيء يكلمنا على العيد ، والاحتفال ، وعلى شيء مختلف وخاص ، مُفرِح. 

- ⁠-يقول لنا مار بولس الرسول : "إنّ كان المسيح لم يقم ، فبشارتنا باطلة وإيمانكم أيضا باطل".

-  ( ١ كورنتس ١٥ / ١٤ ). 

واليوم أيضًا يوجِّه إلينا يسوع السؤال الذي طرحه على مرتا : "أنا القيامة والحياة ... هل تؤمنين بهذا ؟ ". (يوحنا ٢٥ / ١١ - ٢٦ ). 

- ماذا صنعنا بهذا السر ؟ إلى أي مدى إدراكنا أن المسيح مات ثم قام حيّاً  بدَّل حياتنا ، وأثَّر فيها ؟

- ⁠إلى أي مدى ، ما نعلنه وما نبشر به ، هو وعيٌ وحياة فينا ؟.

- ⁠ لربما اعتدنا فكرة القيامة ، لدرجة أننا لم نعد ننتبه كم هو صادم معنى هذا القبر الفارغ.
ومع ذلك ، لو فكرنا في الأمر ، لوجدنا أن الاعتقاد بإمكانية وجود قيامة ، هو ، وفقًا للمعايير البشرية ، جنون.

- ⁠هذه هي بشارتنا : "  إنه ليس ههنا ، فقد قام كما قال.
تعاليا فانظرا الموضع الذي كان قد وُضِعَ فيه".

- ⁠إنه سر لا يقدر عقلنا أن يفهمه ولا أن يفسِّرَه.
يمكن فقط قبوله وحفظه في القلب ، بثقة ومحبة. 
حينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر وقد وصل قبله إلى القبر ، فرأى وآمن ، نحن هنا نؤكد ، بالرغم من حدودنا وكل ما يهدِّد أمننا ، نعم ، نؤمن.

- نؤمن أن الفصح هو تدخّل الله الأخير والنهائي ، في التاريخ ، من أجل الجميع.
هو أقل ما كنَّا نتوقعه ، وأكثر ما يدهشنا.
إننا نؤمن أنه بعد أن خلَّصنا من اللاشيء، والعبودية ، والمنفى ، بقي على الله أن يخلصنا من عدو أخير ، وهو الموت أي الخطيئة.
نحن نؤمن ونعلن اليوم أن الموت هو كل مكان الله فيه غائب ، حيث الإنسان وحده لا علاقة له مع الله : هذا هو الفشل الحقيقي في الحياة.
الحياة ، في الواقع ، تفقد معناها ليس عندما ينقصنا شيء ما ، أو عندما نختبر الألم ، ولكن عندما يغيب الله عنا ، لأننا بدونه نكون وحيدين.

- الموت هو حيث لم يعد الله هو ينبوع الحياة ، وحيث نصبح غير قادرين لأن نترك له مكاناً. آمــــــــــــين. 

أحد مُبارك للجميع.

المسيح قام ، حقًّا قام.


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.