18 Mar
18Mar

زمن الصوم الكبير ،زمن غير إعتيادي، زمن خاص للنعمة والصلاة والتفكير ومراجعة الذات وبنائها، زمن يقودنا كأشخاص وككنيسة إلى الله.

لذلك يعدّ الصوم زمن توبة ومصالحة مع الذات ومع الله ومع الأخرين، الكثير من الحزن ينتابنا بسبب الزعل والغيرة والحسد، والصوم زمن ممارسة المحبة بالدرجة الأولى.

يهدف الصوم في روحانيّتنا المشرقيّة أساساً إلى تهيئة ذاتنا للفرح الآتي، لعيد القيامة بمعناها الشامل، لعيد الأعياد، أي أن نجعل حياتنا في شركة مع الله.

هذا هو الوجه الحقيقي للصوم وروحانيّته.

ويشبه آباء الكنيسة الصوم الكبير بمسيرة الأربعين سنة الَّتي قضاها الشعب المختار في الصحراء، للوصول إلى أرض الموعد، وأرض ميعادنا هو المسيح الَّذي صام أربعين يوماً وليلة، وللرقم أربعين رمزيَّة الكمال والتمام!

وفي الكنيسة الأولى كان في الصوم تتمّ تهيئة الموعوظين من أجل المعموديّة ليلة سبت النور (وسُمِّي بسبت النور لأنّ المعموديّة إستنارة)، وبالرغم من أنَّنا معمّدون إلّا أنّنا لا نزال نحتاج إلى العودة إلى جذور إيماننا وصفاء معموديّتنا من خلال التوبة الَّتي تعدّ معموديّة ثانية!

أتمنى أن يكون تركيزنا في هذا الصوم على الكتاب المقدّس :

قراءة يوميّة تأمليّة: شخصيّة وعائليّة.
فيها نصغي إلى صوت الله ليقودنا :

“كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي”.

وكل عمل خير يصبّ في قلب الله ويمنحنا السلام والفرح.

هذا الأحد من الصوم يشير إلى صوم يسوع وتجاربه مقارنة بتجربة آدم وحواء، يسوع يجيب بكلمات الله ولم يسقط في التجربة، بينما آدم وحوّاء سقطا وكان سقوطهما عظيما. آميـــــــن.

أحد مُبارك للجميع.


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.