زمن الصوم الكبير ،إنّ القصد من الصوم هو إضعاف قوّة الجسد الشهوانيّة، وترويض الإرادة على ضبط نزواته، وإتاحة الفرصة الثمينة للروح لترتفع عن الأرضيّات إلى السماويّات فتتنقّى، وتتطهّر، وتعبّر عن محبّتها لله تعالى وتفضيلها الحياة الروحيّة على الجسديّة، وبذلك تغلب الروح الجسد، وبهذا الصدد يقول القدِّيس بولس :
«وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد، لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون»
(غلاطيّة ٥ / ١٦ و ١٧ )
وقوله أيضاً :
«إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون»
(روما ٨ / ٢٣ ).
فلا يصوم الجسد عن الطعام أو الشراب أو بعضه، فحسب، بل تصوم النفس أيضاً مع الجسد عن الخطيئة وتجنبان معاً أسبابها.
وهذا ما يُفهم من أمر الرب على لسان النبي يوئيل القائل :
«ارجعوا إليّ بكل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح، مزّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف ورحيم»
(يوئيل ٢ / ١٢ ). آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/