زمن الصوم الكبير ،زمن الصوم الكبير هو زمن الإنتصار على تجارب الشيطان وقد إختصرها يوحنّا الرسول بشهوات العالم الثلاث :
"شهوة الجسد، وشهوة العين، وكبرياء الحياة"
إنّ الشيطان بحيله وهو "أبو الكذب" (يوحنا ٨ / ٤٤) كما سمّاه يسوع، جرّب الربّ بهذه الثلاث من بعد أربعين يوماً وليلة من الصلاة والصوم، وقد أنهكه الجوع.
جرّبه أوّلاً بتحويل الحجر إلى خبز فيأكل، لأنّه إبن الله.
إنّها "شهوة الجسد" الَّذي يجعل الإنسان أسير حاجاته الماديّة.
أمّا يسوع فإنتصر على التجربة بتحرّره منها وإرتباطه بالله الَّذي يسدّ كل حاجة.
فأجاب بالكلام الإلهيّ :
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
وجرّبه ثانياً بالخضوع له و "عبادته" فيعطيه كلّ ممالك الدنيا الَّتي جميعها في حوزته، وقد سمّاه يسوع "سيّد هذا العالم" (يوحنَّا ١٤ / ٣٠).
إنّها "شهوة العين" لكنّ يسوع الَّذي سبق و"أخلى ذاته، ولم يحسب ألوهته غنيمة"، وأتى خاضعاً تماماً لإرادة الآب الخلاصيّة، وإنتصر على التجربة بالكلام الإلهيّ :
"للربّ وحده تسجد، وإيّاه وحده تعبد".
والربّ نفسه سيقول:
"لا يمكنكم أن تعبدوا ربّين: الله والمال..." (متّى ٦ / ٢٤ ).
وجرّبه ثالثاً بإظهار عظمته إذ يرمي بذاته من على جناح الهيكل إلى الأسفل، لأنّ ملائكة الله سيحملونه لئلّا يصطدم بحجر، كما هو مكتوب.
إنها "كبرياء الحياة".
لكنّ الربّ الذي أخفى لاهوته في ضعف ناسوته أجاب بكلام آخر من الكتاب :
"لا تجرب الرب إلهك". آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/