14 Mar
14Mar

زمن الصوم الكبير ، إنّ الصوم هو زمن التجدُّد الروحي للدخول في سرّ المسيح الفادي، نموت معه لنحيا معه في قيامتنا من عبوديّة الخطيئة إلى حرّية أبناء الله.

إنّه استحضارٌ لعيد الفصح وتجلٍّ تدريجي له، وهو فترة شوقٍ وإنتظارٍ للقيامة المجيدة بفرحٍ ورجاءٍ كبيرين.

"بهذا قد عرفنا المحبّة أنّ ذاك قد بذل نفسه من أجلنا، فيجب علينا أن نبذل نفوسنا من أجل الإخوة"
(١ يوحنا ٣ / ١٦ )

فيمكننا بتلك الثِّقة أن ننال رحمته.

الصوم المقبول عند الله هو النابع من قلب المؤمن المتّحد به تعالى، والخاضع لمشيئته، والممتلىء بالثمار الصالحة، والكفر بالذات، والإنفتاح على إحتياجات القريب، لأنّ الله ينظر إلى القلب وليس إلى المظهر.

في الصوم، نقوم بعملٍ روحيٍّ إستغفاريّ بوسائل ماديّة، مثل الإنقطاع عن الطعام والشراب لمدّةٍ من الوقت، وتخصيص وقتٍ للصلاة، وتوفير ما نصوم عنه وبعض المال للآخرين.

لقد أعلن الله لموسى في العهد القديم عن ذاته قائلاً له :

"إنّ الربَّ إلهٌ رحومٌ ورؤوفٌ، طويل الأناة، كثير المراحم والوفاء".

وفي العهد الجديد إزداد هذا الإعلان عن رحمة الله ومحبّته :

"لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل إبنه الوحيد لأجله، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة"
(يوحنا ٣ / ١٦ ).

والرحمة الإلهيّة هي السبيل إلى القيامة. آميـــــــن.


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.