زمن الصوم الكبير، الصّوم، بما يحتوي عليه من إنقطاع عن الطّعام وإماتات وتقشّفات، إنّما هو تعبيرٌ خارجي عن توبة القلب، وإلّا فقد قيمته الشّاملة.
فالله على لسان يوئيل النّبي نادى:
"إرجعوا إليَّ بكلّ قلوبكم وبالصّوم والبكاء والنّدامة. مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرّبّ إلهكم"
(يوئيل ٢ / ١٢-١٣)
وبلسان أشعيا:
"إغتسلوا وتطهّروا، وأزيلوا شرّ أعمالكم من أمام عينيّ، وكفّوا عن الإساءة"
(أشعيا ١ / ١٦ ).
الصّوم فريضة إلهيّة تتجذّر في الكتب المقدّسة.
إنّه موقف تواضع وإنسحاق أمام الله، تكفيرًا وتطهيرًا من الخطايا ( سِفِر أحبار ١٦ / ٢٩- ٣١)، وإنفتاح القلب للنّور الإلهيّ ( سِفِر دانيال ١٠ / ٢ )، وترقّب النّعمة الإلهيّة الضروريّة لإتمام الرّسالة (أعمال الرسل ١٣ / ٢-٣ )، وتسليم للآب على مثال يسوع بثقة كاملة (متى ٤ / ١ - ٤ )، ووضع الذّات أمام الله بإيمان وقبول إرادته وعمله، مثل موسى ( سِفِر الخروج ٣٤ / ٣٨ ).
كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة الصوم الكبير :
"الصوم ينتزعُ منّا العنف ويساعدنا على النموِّ الروحي. يجعلنا نختبر معاناة الذين ينقصهم الضروري وأوجاع الجوع اليوميّة.
إنّه يمثّل أوضاع نفسنا الجائعة إلى الخير، والمتعطِّشة للحياة الإلهيّة.
الصوم يجعلنا أكثر انتباهًا لله وللقريب، ويوقظ فينا إرادة الطاعة للإله الذي هو وحده يُشبع جوعنا". آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/