“طُوبى لِلَّتي آمنَتْ بأَنَّهُ سيتمُّ ما قيلَ لها من قِبَلِ الربّ”
( لوقا ١ / ٤٥ ).
“وفيما الرب يسوع وهُوَ يَتكلَّمُ، رفَعَتِ امرأَةٌ في الجمعِ صَوتَها، وقالَتْ لهُ: طُوبى لِلبَطْنِ الذَّي حَمَلَكَ، والثَّديَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهما"
( لوقا ١١ / ٢٧ ).
من الواضح بأنّ هذا المديح هو موجّه بكامله إلى مريم العذراء أمُّهُ.
مباشرة، يأتي جواب يسوع نفسه، وبصورة غير مباشرة ، إذ يُعطي للناس مَدى عظمة أمّه وعظمة كلمتَهُ في الإنجيل بالكتاب المقدّس ، لأنّه هو وحده يعرف بأنّ والدته تتمّم وبصورة كاملة مشيئة الآب، فيثبت دورها الحنون والمتواضع والَّتي لم ترغب بأن تبرزه أو تظهره في الإنجيل، فيمجّدها يسوع هكذا :
“بَل طُوبى لِمَنْ يَسمعُ كلمَةَ اللـهِ ويَعْملُ بها”
(لوقا ١١ / ٢٨ ).
ذلك لأنّ الإنجيل يكتب :
“وكانَتْ أُمُّهُ تحفَظُ جَميعَ هذِه الأَشياءِ في قلبِها”
( لوقا ٢ / ٥١ ).
فمن من البشر قد أطاع كلام اللـه وعمل بها أكثر من مريم ؟
أليست مريم هي الَّتي قالت :
“هاءنذا آمة الربّ فليكن لي بحسب قولك ؟”
( لوقا ١ / ٣٨ ).
إنّ مريم عاشت حياتها الأرضيّة من دون أن تتمّم أعمالاً جبّارة كي تدوّن في التاريخ البشريّ.
ولهذا نرى الإنجيليّين متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا ، يعطون أخباراً بسيطة ومفصّلة عنها.
وهكذا يفضّل يسوع أن تبقى مريم صامتة، لكونها “المملوءة من النعمة” ( لوقا ١ / ٢٨ )، أمام حضور اللـه الآب ، الَّذي حفظ لها المرتبة الأعلى من الشرف والكرامة في ملكوته، آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/