قَالَتْ مَريَم للملاك : "أنَا آمَةُ الرَّبِّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَولِكَ".
هذا الشهر عيد سيدة الورود والزنابق والياسمين.
عيد لمريم العذراء التي اختارها الله، عيد لملء القداسة التي زينها بها، لتكون أُمَّ الكلمة وأُمَّ الله.
عيد محبة الله الذي انحنى على البشرية. عيد البشرية تدخل في سر الله الذي لا يُستَقصَى.
عيد لمريم العذراء أمِّ وشفيعةِ للبشرية.
صلَّت وتصلِّي حتى الآن وتتشفع بنا. يسوع ابنها وكلمة الله أحبَّنا فبذل حياته ليخلصنا، فحرَّرنا من الخطيئة، وصرنا قادرين الآن أن نسير مع مريم ومثلها في أرض صارت طريق خلاص.
أصبحنا قادرين أن نسير الى الله مع مريم العذراء.ننظر ونتأمل في سر كلمة الله الذي صار إنسانًا، وفي سر حبه الذي بلغ به حتى تحمل الآلام والموت من أجلنا.
ونتأمل في سر مجده وملكه الذي لا نهاية له، الذي هو الأبدية على الأرض كلها، شملها حب الله وربطها بالأبدية.
فنحن لهذا مدعوون منذ الآن لنكون على الأرض وفي الأبدية في الوقت نفسه.
مدعُوّون لنكون نحن أيضًا قادرين على أن نحب مثل حبّ مريم العذراء، وبشفاعتها، وبصلاتها، نقدر أن نحوِّل نحن أيضًا الأرض إلى أبدية مملؤة بنعمة الله.
نصلي المسبحة الوردية، في شهرها المُبارك، سيدتنا مريم العذراء سيدة لُبنان ، وفي كل يوم، لأن المسبحة صارت طريق خلاص. فيها نتأمل في كل مراحل تدبير الخلاص، وفي حب الله لنا، منذ يوم بشارة الملاك لمريم، ثم مع تسلسل الأحداث.
فيها فرَحُ الله، وفيها آلامُ يسوع المسيح الذي تواضع وبذل نفسه في سبيل من أحب، أي من أجلنا.
وفيها مجد الكلمة الذي صار إنسانًا وقام منتصرًا على الموت والخطيئة.
وفيها نور الله، لكل من أراد أن يرى الله وأن يرى نفسه، وحقيقة قربه من الله، ومن الأبدية، على أرض الله هذه. آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/