في حدث البشارة حوار بين الله والإنسان، جرى بين الملاك جبرائيل ومريم، عذراء النَّاصرة على ثلاث مراحل سريعة: حيّاها الملاك حاملاً إليها البشرى الإلهيّة، أمّا هي فإضطربت بخوف متسائلة في داخلها عن معنى هذا السلام ؟
طمأنها جبرائيل مزيلاً منها الخوف، وبلّغها الدعوة الإلهيّة لتكون أمّ إبن الله المتجسّد منها، أمّا هي فأعلنت عدم قدرتها البشريّة؛ شرح لها الملاك سرّ أمومتها بقوّة الروح القدس وهي بتول، عندها أجابت مريم بإعلان طاعتها الكاملة لله.
إنّه حوار نموذج يقوم بين الله وكلّ واحد منّا، عندما نصغي لكلامه ونحفظه في القلب، ونحيطه بالصلاة والتأمّل.
إصغاء وصلاة وتأمّل.
هذه الثلاثة تضمن هذا الحوار الضروريّ في حياتنا، إذ لا يمكن أن نفصل واقعنا في شتَّى مراحل الحياة عن إرادة الله وتصميمه الخلاصيّ اللَّذين يتحقّقان بالتعاون مع كل إنسان وفقاً لدوره الخاص.
البشارة لمريم هي إعلان إنجيل يسوع المسيح.
إنّه الخبر السارّ الَّذي تجلّى فيه سرّ الله الواحد والثالوث الفاعل في تاريخ البشر : الآب يرسل إبنه متجسِّداً من عذراء، بقوّة الروح القدس، من أجل خلاص كلَّ إنسان.
وتجلى في إنجيل البشارة سرّ مريم المملوءة نعمة والمدعوة للدخول في عهد خلاصيّ مع الله؛ وسرَّ أمومتها، وهي عذراء، بقوّة الروح القدس، وسرّ طاعتها واضعة ذاتها بالكليّة في تصرّف تصميم الله. آميـــــــن.
أحد مُبارك للجميع.
/الخوري جان بيار الخوري/