18 May
18May

بجواب "نعم" لبشارة الملاك، قدَّمَت عذراء النَّاصرة كلَّ ذاتها، عقلاً وقلبًا وإرادةً وجسدًا، لنتائج هذا الجواب.

إنَّها شجاعة الأبطال المؤمنين بالله والقضيَّة العامَّة، شجاعة القرار الحرّ السيّد المستقلّ.

هذه الشَّجاعة نفتقدها عند أصحاب القرار السّياسيّ عندنا في لبنان، غير القادرين على اتّخاذ القرار الشّجاع، لصالح لبنان وشعبه، لأنَّهم ما زالوا أسرى مصالحهم ومواقفهم المتحجِّرة وارتباطاتهم الخارجيَّة وحساباتهم.

إنَّ يسوع الإله، بميلاده في عائلةٍ بشريَّةٍ،قدَّسَ العائلة، ورفعها إلى رتبة سرٍّ مقدَّس، فيكون الله حاضرًا في كلّ زواجٍ شرعيّ، ويُقدِّس الزَّوجين بنعمته ويعضدهما، ويجعل من العائلة كنيسةً بيتيَّةً مصغَّرةً تنقل الإيمان وتعلّم الصَّلاة.

إنَّنا نصلّي اليوم من أجل حماية قدسيَّة العائلة وتربية أفرادها على القيم المسيحيَّة والأخلاقيَّة والإنسانيَّة من أجل مجتمعٍ أفضل.

وما علينا إلا أن نُردِّد مع مريم أنا آمة الرب، فليكن لي حسب كلمتك"

عندما أعلن الملاك جبرائيل لمريم إبنة الناصرة تصميم الله الخلاصي وهو أنه بقوّة الروح القدس، يولد منها إبن الله، وهي عذراء، أجابت، بفضل ما تميزّت به من إيمان ورجاء ومحبة :

"انا آمة الرب، فليكن لي حسب قولك".

وهكذا كرّست ذاتها جسداً ونفساً لإرادة الله، ووضعت كل قواها ومواهبها وحبّها لخدمة إبن الله المتجسّد لخلاص العالم، وفداء كلّ إنسان.

كيف أنّ إبنة الناصرة المجهولة من العالم بأسره، اصبحت، بنعمة سماويّة مجّانيّة، "إبنة الآب، وأمّ الإبن، وعروسة الروح القدس". آميـــــــن.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.