"ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال لأنّ القدير صنع بي العظائم واسمهُ قدوس"
هذا النشيد الذي سمعناه تلته مريم في بيت أليصابات عندما زارتها بعد بشارة الملاك لها وأصبح نشيد الكنيسة وكل مؤمن ومؤمنة لأنّ كلّ واحد وواحدة منّا بحاجة كلّ يوم أن يسبّح الله على نعمه وعطاءاته والعظائم التي يجريها في التاريخ.
ونحن في شهرها المُبارك ، نُردّد معها "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال" علينا نحن الأجيال من ضمن مسيرة الأجيال أن نُكرِّمها في هذا الشهر وَنعظمِّها ونكرِّمها ونمتدحها ونشكر الله معها على العظائم الَّتي أجراها فيها، وأتوقّف معكم على معاني هذه النبؤة وكأنّ الروح القدس الَّذي ملأ مريم عندما قالت هذه الكلمة لنتأمّل ما هي هذه العظائم الَّتي أجراها الله : أوّلاً إختيارها بأن تكون أمّ المخلّص الَّذي إفتدى الإنسان، إختارها وهيَّأها وعصمها من خطيئة آدم من اللحظة الأولى من تكوينها في حشا أمّها وهذه عقيدة أعلنتها الكنيسة سنة ١٨٥٤ في زمن الطوباوي البابا بيوس التاسع عقيدة "الحبل بلا دنس" الَّذي هو تدخّل الله وجعلها تولد مثل كل إنسان ولكن عصمها وكأنّه عمّدها قبل أن تولد.
وهذا يعلّمنا أنّ كل كائن بشريّ عندما يتكون في حشى أمّه هو كائن بشريّ له مستقبل وتاريخ وهو معروف ومحبوب من الله ومراد منه من اللحظة الأولى للحبل به هو كائن ككلّ إنسان لكنّه بحاجة لأن ينمو في بطن أمّه ليخرج إلى العالم وتمر في بالنا كلّ الجرائم الَّتي تحصل بقتل الأجنّة في بطون أمّهاتهم! فمن له السلطان لقتل حياة بشريّة الَّتي أرادها الله وأحبّها خصوصاً وأنّ ما من أحد يعرف ماذا سيكون هذا الكائن المتكوّن في حشا أمّه. آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/