لقد أكّدت الكنيسة الجامعة على إكرام العذراء مريم وتبجيلها، إنّ المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائديّ في الكنيسة، وفي الفصل الثامن الَّذي يتكلّم عن "مريم أمّ الله في سرّ المسيح والكنيسة"، يؤكّد أنها "تَظهر بصورة سامية وفريدة مثالاً للبتولية والأمومة" ( رقم ٦٣ )، فالبتوليّة هي التكرّس لمحبة الله، والأمومة هي التكرّس لمحبة القريب.
ومن محبّة الله تنبع محبّة القريب، فمن بتولية مريم، ومن محبّتها لله، تنبع أمومتها، أي محبّتها لنا.
"فَقَالَتْ مَريَم: أنَا أَمَةُ الرَّبِّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَولِكَ".
مع مريم العذراء، ونحن نتأمّل في أسرار حياتها وحياة يسوع إبنها على الأرض، لنقل نحن أيضًا :
لتكن مشيئتك، يا الله، في كل ما تصنع، في كل يحدث لنا، في أفراحنا وأحزاننا ودموعنا.
لتكن مشيئتك.
أنت المقرّر ونحن الساعون في طرقك.
يا مريم العذراء، أُمَّ الله وأُمَّنا، ملأكِ الله بنعمته، فجعل السماء فيك، وبك وبيسوع إبنك، جعل الأبديّة على متناول الإنسان وهو على الأرض.
علِّمينا أن نقول نحن أيضًا: لتكن مشيئتك، يا الله، في أفراحنا ودموعنا.
علمينا أن ندخل الأبديّة، في كل ظروف حياتنا.
أعطنا أن نرى وأن نحب، مثلك. آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/