أحد أصدقاء القدّيس أغوسطينوس ، مطران أوزال، يسأله يومًا: “ماذا تظنّ في ظهورات بعض الأشخاص بعد موتهم، يجيئون ويروحون في منازلهم كسابق عهدهم؟ ماذا تظنّ أيضًا حيث بعض المدافن يسمع ضجيجًا في ساعة متأخّرة من الليل”؟
فأجاب المعلّم الكبير: “أعتقد أنّ هذه الظهورات متكرّرة وطبيعيّة بالنسبة للأموات.
وإذا كان ذلك متعلّقًا بهم فلا شكّ سأرى والدتي التقيّة تظهر لي دائمًا.
لأنّها لم تكن تفارقني في حياتها أبدًا.
لقد كانت تتبعني في البرّ كما في البحر وصولاً إلى المدن البعيدة.
لكنّي مقتنع أنّ القدرة الإلهيّة تستطيع أن تسمح لهم أو تسمح لهم بالظهور لحكمة ما وواجبنا أن نحترم ذلك”.
لماذا لا يسمح الله للأنفس الراجية العزيزة علينا بالظهور؟ ما زالت تتألّم فتخبرنا بحالها وبعذاباتها وتطلب منّا الرحمة؟
حقيقة إنّ الكتاب المقدّس وحياة القدّيسين، تخبرنا قصصها بظهورات ملحوظة في كلّ زمن وفي كلّ مكان وأمام العديد من الشهود”.
لا شكّ يجب الانتباه من بعض الأشخاص السذّج الذين يظنّون أنّهم يشاهدون دائمًا عودة الأموات ويعتبرون رؤية بعض الأشباح واقعيّة جرّاء مخيّلة منفلتة أو آلام أو ذكريات.
لكن احذر أن تنكر إمكانيّة الظهورات إذ إنّ العقل يقول أنّ الله قادر على أمرها.
وقد أظهر الاختبار أنّ الله سمح بذلك أكثر من مرّة. إنّها نادرة ولكنّها ممكنة.
لماذا يسمح الله بالظهورات
يعلمنا الكتاب المقدّس (العهد القديم ) أنّ صموئيل قد ظهر بعد موته لشاوول يؤنّبه تأنيبًا قاسيًا.
أنا لا أخشى القول بصوت مرتفع أنّ من الأسباب المنطقيّة القويّة التي يعتبرها الله حقًّا للأموات هي نكران الجميل من قِبل الأحياء لهم.
لأنّهم نَسوهم وشغلوا عنهم بجمع الثروات التي تركوها على الأرض.
لقد أهملوهم في عذاباتهم وتخلّوا عن التفكير في خلاصهم من نار المطهر.
لذلك تظهر هذه الأنفس للأحياء بحال تثير شفقتهم، وجوههم حزينة، ألسنة اللهب تحيط بهم.
يطلقون تنهّدات عميقة وصراخًا وأنينًا مؤلمًا ويؤنّبون الأحياء.
أحيانًا يعبّرون عن وجودهم بضجيج قويّ وبإرشادات غير مألوفة.
إنّها إشارات ماديّة تثير فينا العجب وتوقظ فينا ذكراهم للصلاة بحرارة من أجل خلاصهم. آمــــــــــــين.
/الخوري جان بيار الخوري/