19 Nov
19Nov

إنّ الرغبات الأخيرة للموتى مقدّسة ونحن مجبرون على احترامها!

لقد طلب مجمع ترانت إلى الآباء الأساقفة السهر بانتباه على إتمام الرغبات التقيّة للموتى المؤمنين.


لقد حرّمت مجامع أخرى المناولة لكلّ من يتّخذ له نعم الأموات ولا يهتمّ بإتمام رغباتهم الأخيرة.


هناك قوانين كنسيّة صارمة تفهمنا كم هو عظيم ذنبنا إذا حرمنا الأموات من النِّعم التي رغبت بها بعد مماتها.

بئس الذين يتنعّمون من غذاء الأموات ويحرمونهم من الرّاحة والعزاء فهم جلاّدون ومسؤولون عن عذاباتهم.

ليعلم هؤلاء أنّ الله لن يسامحهم بسهولة.

وسيأتي اليوم الذي يكون فيه الحساب عسيرًا لقلّة عدالتهم التي لا يمكنهم الدفاع عنها.


سيعاقبون في هذا العالم عقابًا زمنيًّا وفي الآخرة عقابًا أليمًا يطول إلى ما شاء الله!

أيتها النفس المسيحيّة فكّري. ألم يطلب منك أهلك وأصدقاؤك والمحسنون إليك طلبًا تقيًّا؟


ألم يطلبوا منك جهارًا أو بوصيّة صلوات وقداديس؟


ألم يسألون بدموعهم أن تذكرهم دائمًا في حضرة السيّد المسيح؟

هل قدّرت الثقة التي وضعوها فيك؟

هل أرضيت ضميرك في القيام بكلّ الواجبات التي طلبوها منك؟

إذا أتممت ذلك أسرع إلى إيفاء العدالة دينها المقدّس!

لا يجب إتمام رغبات الموتى بأمانة وحسب بل يجب القيام بذلك بسرعة لكي لا نحرمهم الراحة والعزاء، ويكون ذلك بإقامة القداديس على نيّتهم، وتقديم الحسنات للمحتاجين وجعلهم يصلّون من أجل المحسنين إليهم.


كلّ يوم تأخير خطأ نحن مسؤولون عنه.


إذا فهمنا تلك الكفّارات المخيفة للمطهر لا شكّ سنسرع إلى إتمام رغباتهم من أجل تخفيف آلامهم، بدل تأجيلها.

سنجهد حاملين مساعدات سريعة وفعّالة لتلك الأنفس الجديرة بعطفنا حيث بعضهم عزيز علينا.


كم من الورثة الفاقدي الضمير، عليهم لوم أنفسهم بسبب إهمالهم واجباتهم المقدّسة تجاه إخوتهم الموتى.

تثقّفوا في ذلك ولا تكلّفوا غير ذي ثقة في تنفيذ رغباتكم الأخيرة.


ضعوا ما تريدون تقديمه من أموال لأعمال الخير أو تقديم القداديس بين أيادي حريصة ومؤمنة،من أجل خلاصكم بعد مماتكم.


إنّه السبيل الوحيد لكي تتأكّدوا من تنفيذ رغباتكم الأخيرة، إلاّ إذا كنتم تنتمون إلى إحدى العائلات المسيحيّة المؤمنة والمحافظة على احترام ذكرى موتاها. آميـــــــن.



/الخوري جان بيار الخوري/
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.