15 Nov
15Nov

رؤية المطهر :


يتح الله لبعض النفوس، من جراء حكمته ورحمته, لزيارة النفوس المتألمة في المطهر.


وتؤكد لنا كتابات قديسين لا حصر لهم عقيدة وجود المطهر التي تعترف وتقرُّ بها الكنيسة.

ونذكر هنا ما حدثتنا به القديسة فوستين( ١٩۰٥ – ١٩٣٨ ) في كتابها الرحمة الإلهية عن رؤيتها للمطهر، حيث كتبت :

في المساء, رأيت ملاكي الحارس الذي أمرني أن أتبعه.

فوصلت بعد حين إلى مكان مغمّ مليء بالنار يتعذب فيه جمع غفير من النفوس المتألمة.

وسألت النفوس عن عذابها الأكبر، فأجابت بصوت واحد: إنَّ العذاب الأكبر هو توقها لله.

رأيت القديسة مريم العذراء في زيارة للمطهر، وهي تلطف من عذابات النفوس المتألمة, حيث تدعوها هذه النفوس نجمة البحر.

وهنا سمعت صوتا في داخلي (المسيح) يقول: لا تريد رحمتي هذا العذاب، لكن هذا ما توجبه العدالة الإلهية. ومنذ ذلك الوقت صرت أكثر اتحادا بالنفوس المعذبة.

وبعد خروجي من سجن العذاب هذا، وفي وقت لاحق، تأملتُ في خطيئة الملائكة وعقابهم الفوري.

فسألت يسوع:

لماذا عوقب الملائكة، فور ما خطئوا، في نار جهنم الأبدية؟ فسمعت هذا الصوت: بسبب معرفتهم العميقة بالله.

لا أحد على الأرض، ولا حتى أكبر قديس، يعرف الله كما عرفه الملائكة.
غير أنك أظهرت لي رحمتك يا الله، مع كل حقارتي، مرة تلو الأخرى.

إنك تحملني في حضن رحمتك وتسامحني كلما أطلب منك المغفرة بقلب منسحق.
ثم تُكْمِل القديسة فوستين: جاء إليَّ الرب اليوم وقال لي: ساعديني يا ابنتي على خلاص النفوس.

ستذهبين إلى قرب أحد المنازعين وستباشرين بتلاوة مسبحة الرحمة الإلهية,فتنالين له الثقة برحمتي، فهو الآن على حافة اليأس.

رأيت نفسي فجأة في فندق غريب، حيث كان ينازع رجل في غمرة آلام مرهقة.

تجمّع حول سريره مع أفراد عائلته، جماعة من الشياطين.

ولمّا بدأت بتلاوة المسبحة، هربت أرواح الظلمة، موجِّهة إليَّ الصفير والتهديدات.

اطمأنّ الرجل ووثق برحمة الله ورقد بالرب بسلام. آميـــــــن.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.