تنقسم الكنيسة الجامعة إلى ثلاثة أقسام:
هناك الكنيسة المجاهدة وتمثل البشرية الحية المؤمنة والتي ما تزال تكافح يوميًا في النفس والجسد وفي مختلف قارّات الأرض لعمل مشيئة الله.
وهناك الكنيسة المنتصرة وتمثل الأنفس التي رقدت بسلام الرّب، والمحررين من كل عداء وانقسام، يتنعمون إلى الأبد في السماء باتحادهم مع يسوع المسيح وحبه ونعمه، ويشاهدون المجد الأبدي لله وأبنائه المخلصين.
وهناك أيضًا الكنيسة المتألمة التي توفي أبناؤها وهم في حالة النعمة، ولكن قبل أن يكفـّروا عن كامل ذنوبهم التي اقترفوها على الأرض.
هؤلاء الأنفس التي تتألم في المطهر لتتطهر مما كان عالقا بها من أوساخ الخطيئة عند انتقالها من هذا العالم، لتصبح نقية بلا شائبة، كي تتمكن من الإنتقال للأمجاد السماوية، والإتحاد مع خالقها.
إن الروابط الوثيقة التي تجمعنا مع القديسين في السماء من جهة، ومع الأنفس المطهرية المعذبة من جهة أخرى، تفرض علينا واجبين :
مع المختارين، الذين نفرح بدخولهم إلى نعيم الآخرة ونتضرع إليهم لكي يحمونا ويساعدونا على العيش حياة مسيحية حقيقية من جهة، ومع الأنفس المطهرية من جهة أخرى، لنعطيهم الراحة بصلواتنا وتقشفاتنا وحسناتنا، وخاصة بالذبيحة الإلهية. يحبّ القديسون عمل الرحمة هذا.
فبكمال حبهم, يفرحون للراقدين المؤمنين الذين ينتقلون من عذابات المطهر التي استحقوها من جرّاء سيرة حياتهم الأرضية ليشاركوا أبناء الله في الحياة السماوية الخالدة. آمــــــــــــين.
/الخوري جان بيار الخوري/