12 Nov
12Nov

تقول الكنيسة أنّ ما يقدمه المؤمنون الأحياء من القرابين والذبائح والصدقات والصلوات والأصوام والإماتات إسعافاً للأنفس المتعذبة في المطهر يفيدها حقاً، ويخفف من عذابها أو ينقذها منه بالكلية.

ففي العهد القديم نجد يهوذا المكابي يجمع ألفي درهم من الفضة ويرسلها إلى أورشليم لتقدم بها ذبيحة عن خطايا الذين سقطوا في القتال: " لأنه لو لم يكن يرجو قيامة الذين سقطوا، لكانت صلاته من أجل الموتى أمراً سخيفاً لا طائل تحته.

وإن عدَّ أن الذين رقدوا بالتقوى قد ادُّخر لهم ثواب جميل، كان في هذا فكر مقدس تقوي. ولهذا قدم ذبيحة التكفير عن الأموات، ليحلوا من الخطيئة ". ( مكابيين الثاني ١٢ / ٤٤ _ ٤٥ ).

إذاً هذا النص هو مِن خِلال الصلاة والذبيحة التكفيرية فعّاليتان لغفران خطايا الأموات.

وفي العهد الجديد يخاطب يسوع الفريسيين قائلاً: " ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، أما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة ". ( متى ١٢ / ٣٢ ).

نفهم من هذه الآية أن بعض الخطايا تغفر في العالم الآتي.

والحال ما من غفران في جهنم البتة.

فيكون كلام المخلص عن الخطايا العرضية أو العقوبات الزمنية التي تغفر في المطهر.

لأنه لو لم تكن بعض الخطايا أو عقوبات الخطايا تغفر بعد الموت في المطهر كما تعلم الكنيسة، لكان عبثاً قوله: " لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة ".

فإذاً هذه الآية تثبت وجود المطهر كما أثبته القديسون أوغسطينوس غريغوريوس إيسيدوروس وغيرهم….

تعاليم الكنيسة واضح أن الصلاة من أجل راحة الموتى مفيدة من أجل خلاصهم ، قدموا الأفخارستيا.

صلوا وقدموا الذبيحة بدون تردد البتة من أجل الراقدين.

فلنصلِ من أجل أخوتنا الذين رقدوا بالمسيح حتى يغفر الرب الرحوم على البشر للنفس التي قبضها، وإذا تحنن الرب لصلواتنا يرأف بها ويسكنها ديار الأحياء ".
والمجمع التريدنتيني اثبت بأن الموتى يستفيدون من الذبيحة الإلهية إذا كانوا في المطهر: " وبما أنه في هذه الذبيحة الإلهية التي تكمل في القداس، يوجد المسيح ويذبح بنوع غير دموي، وهو نفسه الذي قدم ذاته على خشبة الصليب بنوع دموي مرة واحدة.

فلذلك يعلم المجمع المقدس بأن هذه الذبيحة هي تكفيرية.

ومن ثم تقدم ليس فقط عن خطايا المؤمنين الأحياء، وعقوباتهم والتكفير عنها وباقي حاجاتهم، بل هي أيضاً من أجل الراقدين بالمسيح، الذين لم يتنقوا تماماً وذلك بموجب تقليد الرسل،إذاً فنفوس الموتى الذين ماتوا في حالة النعمة، من دون أن يكفّروا عن جميع خطاياهم، تمر بحالة اطهار تسمَّى المطهر، إن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بوجود مكان ثالث غير السماء وجهنم، تتعذب فيه النفوس البارة بعد انفصالها من أجسادها وفاء عن العقوبات الزمنية التي تستوجبها عن الخطايا التي نالت عنها الغفران بتوبة صادقة، أو عن الخطايا العرضية التي لم تكفر عنها وهي في قيد الحياة.

وهذا المكان يدعى "المطهر" لأنّ فيه تتطهّر وتتنقّى النفوس من العقوبات الزمنيّة. آميـــــــن.


أحد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.