10 Nov
10Nov

إنّ الصلاة من أجل الموتى تندرج في شركة القدّيسين أي في صلاة التشفّع من أجلهم التي هي مشاركة في صلاة المسيح الذي يشفع من أجلنا.


بقوّة شركة القدّيسين توكل الكنيسة موتاها لرحمة الله، وتقدّم من أجلهم أعمال رحمة وذبيحة القدّاس.


للموتى المؤمنين: تذكرنا الكنيسة اليوم بملايين البشر الذين عاشوا قبلنا في هذا العالم، وانتقلوا منها بعد حياة قصيرة أو طويلة، مملوءة من المفاجآت والصعوبات والأفراح والأتراح.


والصلوات الطقسية في هذا اليوم تدعونا إلى التأمل في معنى حياتنا وقيامتنا الأبدية.


إنها تتوقف على مدى عيشنا متطلبات إيماننا وعلى الخير الذي حققناه لغيرنا.


وتذكرنا بمثال الذين سبقونا إلى الآب، والذين يبقون أحياء في قلوبنا وصلاتنا.


وتؤكد الصلوات الطقسية على اليوم الأخير والدينونة، وعلى ما قام به الإنسان في هذه الحياة من الأعمال الصالحة، والتي تؤدي به إلى الخلاص.


أما الأعمال الغير صالحة فتقوده إلى الهلاك.


ولهذا يتكلم الرب يسوع عند مجيئه الثاني وهو الديان العادل، عندما تجتمع أمامه كل الشعوب.


فيدعو مباركي أبيه إلى الملكوت المعد لهم منذ إنشاء العالم، أما الأشرار فيبعدهم عنه إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وأعوانه.


وقد استخدم الرب يسوع مثال الخروف والجداء ليبين الفرق بين المؤمنين وغير المؤمنين.


فالخراف والجداء كثيراً ما ترعى معاً، ولكنها تعزل عن بعضها عندما يأتي موسم الجزاز.

ويشير حزقيال النبي إلى الفصل بين الغنم والماعز، وبعد أن توضح لنا هذا الرباط بين الخطيئة والموت، نستطيع أن نرى جانباً كاملاً من وجودنا على وجهه الحقيقي، فالخطيئة شر، لا لأنها تضاد فقط طبيعتنا، وتخالف الإرادة الإلهية.

ولكنها بالأحرى تشكل بالنسبة لنا واقعياً طريقاً إلى الموت.

وذلك هو تعليم الحكماء "من يتبع الشر نحو الموت يمضي" ( أمثال ١١ / ١٩ ).

فالعقاب الأبدي يتم في الجحيم، فهو مكان القصاص بعد الموت لكل من يرفض التوبة. آميـــــــن.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.