17 Sep
17Sep

بعد صلب المسيح وقيامته قام البعض من اليهود المتعصبين بردم قبر المخلص ودفن الصليب المقدس وصليبا اللصين الاخرين اللذين كانا معه، لإخفاء معالم صليب ربنا يسوع، نظراًَ للمعجزات التي كانت تحدث هناك وبجوار القبر المقدس.


فاختفى اثر الصليب مذ ذاك ولمدة تناهز ثلاثة قرون من الزمان.


وفي مطلع القرن الرابع الميلادي اراد قسطنطين الكبير (من ولادة صربيا، وهو ابن الامبراطور قسطنطينوس الاول) ان يأخذ روما ويصبح امبراطور الغرب.


شن سنة ٣١٢ معركة ضد عدوه ماكسينـتيوس Maxentius على مشارف المدينة بالقرب من نهر التايبر، وفي الليلة التي سبقت المعركة ظهر الصليب في السماء محاطاً بهذه الكلمات باحرف بارزة من نور: “بهذه العلامة تغلب”.

كانت ام قسطنطين الملكة هيلانة مسيحية، لذا كان لدى قسطنطين معرفة مسبقة ومودة تجاه المسيحية، لكنه نفسه لم يكن مسيحيا انذاك.


فجعل راية الصليب تخفق على كل راية وعَلَم، وخاض المعركة وانتصر على عدوه.


ولما اصبح قسطنطين امبراطوراً على اوروبا باكملها، شرقا وغربا في ٣١٥ - ٣٢٤ بعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وامر بهدم معابد الاصنام وشيد مكانها الكنائس.


بعدها نذرت امه القديسة هيلانة ان تذهب الى اورشليم لنوال بركة الاراضي المقدسة، بالقرب من جبل الجلجلة.


فأمرت بتنقيب المكان، وتم العثور على ٣ صلبان خشبية، ولما لم يستطيعوا تمييز صليب الرب، اقترح القديس كيرلس بطريرك اورشليم بان يختبروا فاعلية الصليب، ولأجل ذلك احضروا ميتاً ووضوعوا عليه احد الصلبان فلم يحدث شيء، وضعوا الثاني ولم يحدث شيء ايضا، وعندما وضعوا الصليب الاخير قام الميت ومجد اللـه، وبذلك توصلوا الى معرفة الصليب الحقيقي للسيد المسيح.

اما قصة شعلة النار التي نوقدها في عيد الصليب فاصلها ان كانت فِرقَ الجنود المكلفة بالبحث عن الصليب قد اتفقت على اشارة اضرام النار في حال وجَدَت إحداها عود الصليب.

وهكذا اضاءت المدينة كلها بوميض الشعلات ساعة ايجادها لعود الصليب، وكان ذلك اليوم هو الرابع عشر من ايلول، ولهذا السبب فإننا نحتفل بعيد الصليب بنفس هذا اليوم. آميـــــــن.

أحد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.