15 Sep
15Sep

الشيء الوحيد الذي يخشاه الإنسان هو الموت.


يخشى حادثة آلة والمرض والغيبوبة.

كلّ هذا موت.

واذا لم يستطع ان يواجه هذا بصورة حقيقيّة فهو واقع في الخوف ابداً.


لا يتعزّى أحد ان قلت له هذا لا بد من حدوثه.


الله سيّد على الابد اي انه يقضي على المواتية هنا.


كيف تتحرر منها ولو كان لها يوما ما تعبير بيولوجي؟ لا مفر من الموت الا بالمحبوبيّة.


يجب ان يحبك إله لتحس بأنك محبوب.


لا أحد يعوض الإله مصدرا كاملا لحيويتك.


هذا كشفه يسوع الناصري بصورة بليغة بمعنى انه أدخل الحياة التي كان يحملها الى مملكة الموت.


فجّر الموت من الداخل.


"وطئ الموت بالموت" كما يقول النشيد القيامة.


وفيما كان المسيح يدخل الحياة الى كل نطاق الموت أدخل معها المحبّة، والحياة هي المحبّة.


بهذه وحدها تخرج انت من العدم.


ارتضاء يسوع قتله إن هو الا تعبير عمّا جاء في الكتاب: "هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" ( يوحنا ٣ / ١٦ )



بهذا لم يبقَ محل للسؤال لماذا كل هذا التحرك الإلهي، لماذا هذه الاستراتيجيّة الإلهيّة، كل هذه الخضة؟ اما كان ممكنا لله ان يعبّر عن حبه بغير هذه الطريقة؟ طريقة اخرى تأتي من سؤال افتراضي.


الأمور صارت هكذا لأن الله حكمته في هذا.


حكمته تجلت في ان يتجسّد الكلمة ويتأنسن ليكون لصيقا بالإنسان، ليفهم البشر ان الرب ردم كل هوة كانت بينه وبين بنيه.


هل من سبيل أفصح من ان يلازمنا الله في دنيانا، في جسدنا، في اوجاعه، في موتنا، في قبرنا؟


المسيحي يعرف في كل ألم ان مسيحه شريك له ويعرف انه لا يُلقى وحده في التابوت وان شيئا فيه لا يقضي عليه تراب الأرض.


انه يعرف انه ليس عبدا نهائيا لوطأة الدنيا.

هو يقع في الخطيئة لكنه ناهض الى البر لأنه يحمل في نفسه طاقة الحب.


ويستطيع ان يغفر الى ما لا نهاية وان يذوق الفرح في أمراضه والكمال في عاهته ويختبر في القداس "كمال ملكوت السموات والدالة لدى الله لا لمحاكمة ولا لدينونة" لأنه قد انتقل بقيامة المخلّص من الموت الى الحياة. آميـــــــن.


عيد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.