10 Sep
10Sep

تمّ إكتشاف خشبة الصليب المقدَّسة بواسطة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، وكانت هيلانة ابنة كاهن سرياني بالرها، وعندما كان "قسطنطنيوس كلاروس" في طريقه إلى بلاد فارس رآها وأُعجب بها، وتزوجها في مدينة الرها في النصف الثاني من القرن الثالث، وأنجب منها ابنه فلاديوس، المعروف بالإمبراطور قسطنطين الكبير، وقد كرَّمها ابنها قسطنطين هذا، فأنعم عليها بلقب الملكة، وسمح لها بالتصرُّف في الخزائن الملكيَّة، فأجذلت العطاء للفقراء والمحتاجين، وأفرجت عن كثير من الأبرياء الذين احتضنتهم سجون روما، وأعادت الكثيرين من المنفى إلى بلادهم، وكانت تواظب على الصلوات الطقسية بالكنيسة في خشوع وهي ترتدي ثياب بسيطة محتشمة، وكانت تختلط بجماهير الشعب الذي أحبها وأخلص لها.


وقد رأت الملكة هيلانة رؤيا تحثها على الذهاب إلى أورشليم للكشف عن صليب ربنا يسوع والقبر المقدَّس، وكان عمرها حينذاك سبعون عامًا، فجاءت إلى أورشليم بصحبة ثلاثة آلاف من الجنود كما ذكر ذلك المؤرخ يوسابيوس القيصري، والتقت بأسقف أورشليم القديس مكاريوس البالغ من العمر نحو ثمانين عامًا، وظلت تسأل عن مكان قبر السيد المسيح ورفض اليهود إرشادها، وكان هناك رجلًا يهوديًا طاعنًا في السن يُدعى "يهوذا" خبيرًا بأحداث وتواريخ المدينة، وعندما ضيقت عليه أخبرها بمكان القبر تحت معبد فينوس، فأمرت الملكة هيلانة بهدم المعبد وإزالة الأنقاض والأتربة التي كانت تشبه الهضبة، وفي شهر أيار سنة ٣٢٦ م.


تم اكتشاف القبر المقدَّس، ووُجِد داخله ثلاثة صلبان، مع اللافتة التي كانت مُعلَّقة على صليب الرب "يسوع الناصري ملك اليهود" باللغات الثلاث العبرانية واليونانية والرومانية أي اللاتينية، وهذه اللافتة ما زالت محفوظة في روما محاطة بقالب من الطوب مقاسه ٣٢ × ٢١ سم، ويقول القديس يوحنا فم الذهب، "أنه حينما وُجِدت الصلبان الثلاثة ملقاة معًا لم يكن صليب الرب مجهولًا إذ وُجِد كما هو في الوسط وعليه العنوان. آمــــــــــــين.


عيد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.